نشر بتاريخ: 31/07/2014 ( آخر تحديث: 04/08/2014 الساعة: 23:46 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعد تنفيذ الارهابيين المتطرفين اليهود جريمة احراق الطفل محمد أبو خضير وهو حي ، عدنا الى مرحلة صراع الوجود ، وانتقل الصراع العربي الاسرائيلي الى مرحلة جديدة لا يمكن بعدها العودة الى الوراء ، وشعر كل عربي وكل فلسطيني في الارض المحتلة وخارجها اننا امام عصابات ارهابية يهودية تخطط وتنفذ عملية ابادة وتطهير عرقي ، وترسخ على الارض نظام عنصري احلالي يتعدي الاحتلال الى تهديد الوجود .
ابو عمار رحمه الله ومن خلال مؤتمر مدريد وافق على انهاء مرحلة صراع الوجود ونقله الى صراع الحدود ، واصبح المفاوض الفلسطيني يتحدث عن مناطق أ ، ومناطق ب ، وتنازل عن عكا وحيفا ويافا والناصرة وعسقلان والجليل والناقورة . ولكن حكومات اسرائيل ومن دون ان تدري ، ساهمت بواسطة عصابات تدفيع الثمن والعصابات اليهودية المتطرفة وجماعات كاهانا وصبيان ايتمار جبير في اعادة الصراع مرة اخرى من صراع حدود الى صراع وجود . وهو امر لا تكفي الف مقالة لشرح تبعاته السياسية والفلسفية .
بعد احراق محمد ابو خضير ، رجف قلب الليبراليين العرب ، وأدرك المعتدلون ان " اسرائيل " أصبحت دمية في يد الارهابيين اليهود الذين اقتحموا برلمانها ووزاراتها ومؤسساتها ، واصبح فكر كهانا والطبيب المجنون أريه ايلداد والوزير المأفون اوري ارئيل والسكرتير المشاغب نفتالي بينيت وغيرهم ، اصبح فكرهم هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب اليهودي في فلسطين . والاسرائيلي الذي لم يدعم هذا الفكر لم يحاريه ولم يقف ضده .
الطيارون الاسرائيليون الذين يرمون قنابل زنتها طن على اطفال غزة اكملوا المشهد ، وضباط المدفعية والبحرية جميعهم شاركوا في المسرحية ، وتعمل الان جهات عربية على اختراق حواسيب اسرائيل للحصول على قائمة باسماء جميع الطيارين والمدفعجية والبحرية ليوم الحساب القادم .
وكما في كل مرحلة ، سيحاول الطوباوييون ان يؤجلوا لحظة الصدام ، وان يمنعوا القدر المحتوم ، لكن دون جدوى . فقد انتهت مرحلة الصراع على مناطق أ ومناطق ب ، وعاد الصراع الى صراع وجود . ويعرف الخبراء العسكريون ان صواريخ غزة كانت تجريبيبة . وان الدول التي دعمت الفلسطينيين بالصواريخ لم تمنحها بعد ، تلك الصواريخ الصغيرة التي لا يتخطى وزنها مئة كيلو غرام ولكنها قادرة على اسقاط بناية مكونة من 20 طابق في تل ابيب . وان سقوط كل هذا العدد من الضحايا في غزة سيدفع المقاومة الى الحصول عليها من مخازن القذافي ومن مخازن تل ابيب نفسها ، وان نجاحهم في ذلك مسألة وقت فقط .
وبعد انتهاء الحرب على غزة ، وفي حال لا تسارع الامم المتحدة - وليس امريكا - الى عقد مؤتمر دولي لاقامة دولة فلسطينية كاملة وعاصمتها القدس وخالية من اي جندي اسرائيلي ومن اي مستوطن يهودي . فاننا على ابواب مئة عام اخرى من القتال ، او ربما الف عام اخرى من الصراع الى ان يحترق الشرق الاوسط كله ويموت كل العرب . او يموت كل اليهود في فلسطين .