نشر بتاريخ: 25/08/2014 ( آخر تحديث: 26/08/2014 الساعة: 21:43 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
وصلت المفاوضات الى طريق مسدود ، وفجّرت اسرائيل الانفاق السياسية في رام الله قبل ان تفجّر الانفاق في غزة ، ووصل السياسيون الى حالة "القنوط" ومثال على ذلك يأس جون كيري واستقالة مارتن انديك ، ما أسس مقدمات طازجة لهذه الحرب .
ولا يلومن احد المقاومة لانها اختارت المواجهة والحرب ، بل ان الملامة يجب ان تكون على السياسيين الفاشلين وأولهم الادارة الامريكية وحكومة نتانياهو ، فهم المسؤولون جنبا الى جنب عن حالة الفراغ السياسي التي سبقت الحرب وأدت اليها . وان تصريحات وزراء اليمين المتطرف مثل ليبرمان ونفتالي بينيت واوري ارئيل وجماعات كهانا هي السبب الحقيقي وراء الحرب ، وان التظاهرات التي خرجت في مدن اليهود والمدن المختلطة تهتف " الموت للعرب " قد ساهمت بشكل كبير في زيادة العداء لليهود في كل العالم وليس في فلسطين فقط .
الان وقد سلّطت اسرائيل اّلة حربها على غزة وباءت بالفشل ، وسلّطت المقاومة صواريخها وقذائفها على جيش الاحتلال وحقّقت انجازات كبيرة من بينها هروب المستوطنين في الجنوب ، عرفت اسرائيل ان الضفة الغربية ليست لقمة سائغة وان القدس ليست للتهويد ، بل انه لولا المقاومة في غزة لكانت اسرائيل انجزت تهودي الاقصى وعلى عين كل العرب ، وابتعلت الضفة على عين السلطة . واّن الاوان كي نعترف ان المقاومة في غزة قدّمت للمفاوض الفلسطيني أكبر الدعم ، وانها قامت بحماية ظهر الدكتور صائب عريقات ومنعته من الانهزام امام تسفي ليفني وطاقمها .
وربما تنتهي الحرب اليوم ، وتعود الكرة مرة اخرى للسياسيين ، ولكنها فرصة واحدة فقط وربما لن تتكرر مرة اخرى . فقد ملّ الناس من المفاوضات الطويلة ، واصبحوا يبحثون عن حلول اخرى وان كانت أصعب وأقسى وأكثر دموية .
وان ما حدث في الخليل وشعفاط وغزة في الشهرين الماضيين درس جديد للسياسيين ، وللحكومات ، انه من دون حلول سياسية ، لن يكون هناك سوى الحلول العسكرية .