نشر بتاريخ: 21/09/2014 ( آخر تحديث: 27/09/2014 الساعة: 19:54 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
وضعت الحرب اوزارها؛ ونكث العرب والعجم بوعودهم لغزة. ونسي الجميع سبب اندلاع الحرب واعتقدت اسرائيل واهمة انها دفعت فاتورة الحساب وطوت ملف غزة من خلال ادخال عدة شاحنات محملة بالمانجا الاستوائية الى شعب فقد منازله واولاده وكل مدخراته.
غزة لا تريد وفود مصالحة ولا كروت شحن للموبايل ولا شاحنات مايونيز وراس عبد. غزة لا تريد لجان مفاوضات في فنادق القاهرة ولا خبراء قانون دولي في رام الله. ولا محللين من عواصم اوروبا يصرخون باسمها على قنوات البث. غزة لا تريد من يدير أزمتها بل تريد من يحل أزمتها.
شيوخ غزة لا يريدون من يعد عليهم اكياس الرمل والاسمنت لاعادة بناء مسجد دمرته طائرات اسرائيل؛ غزة لا تريد اذاعات تقرأ القران على ارواح اطفالها ولا محطات تلفزة تفتخر انها شريكة في "النصر"؛ غزة لا تريد مفاوضين محترفين يتحدثون لغات بلكنة محترفة ولا تريد شفقة وأغاني سكابا يا دموع العين سكابا.
غزة تريد حرية؛ وان يطلق جناحيها في رحاب الله الواسعة بعيدا عن نواطير الامم المتحدة الذين - بارك الله فيهم - يسجلون بدقة عدد الشهداء والمساكن ألمهدمة؛ غزة تريد ولو لمرة واحدة ان يسافر ابناءها من دون ان يخضعوا لكل انواع الاسئلة.
غزة تريد ان ترمي نفسها في البحر لترتاح من الجامعة العربية والامم المتحدة والكابينيت وحكومة الحمد الله ومن حماس ومجلس التعاون الخليجي ومن معبر رفح ومن كل البشر؛ غزة غاضبة وعاتبة على الخليج والمغرب العربي وافريقيا واوروبا وعلى امريكا وحتى قبرص ومالطا؛ غاضبة وعاتبة على شيخ الجامع وراهب الكنيسة وحاخام المعبد وشيوعي الديالكتيك لانهم جميعا شهدوا على موتها وقهرها.
غزة لا تريدكم. لا تريد سمو الامير وفخامة الرئيس وجلالة الملك ولا السلطان ولا الجنرال ولا اية الله ولا سماحة القاضي ولا مستر بين كي مون ولا حضرتكم.
غزة تريد ميناء لتطلقكم جميعكم؛ وللاسف انتم في كل مرة تطلبونها لبيت الطاعة وكأنها ناشز؛ وفي حقيقة الامر هي ليست ناشز بل انتم عاقر.