نشر بتاريخ: 05/10/2014 ( آخر تحديث: 07/10/2014 الساعة: 12:11 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
هل عملت داعش على تشويه صورة الاسلام في العالم ؟ ام ان داعش هي الاسلام الحقيقي وان امثال الزعماء العرب هم الذين غيروا صورة الاسلام وعملوا على اضعافه واستكانته للغرب ؟ ام ان هناك اجابة ثالثة وكلاهما خطأ ؟ ام انها مجرد اداة عسكرية غوغائية تستخدمها بعض اجهزة المخابرات والدول والاحزاب للانتقام من خصومهم ؟ ومن يحق له الاجابة على هذه الاسئلة اساسا ؟
يعتبر الموقف التركي من الاحداث العربية مفصلي وفي غاية الخطورة ، ولكن الموقف التركي عموما يقلق كل عربي لانه ملئ بالتناقضات والانفعالات ومن الصعب ملاحقته . تركيا هي صديق صديقنا وعدو عدونا ولكنها في نفس الوقت عدو صديقنا وصديق عدونا ، وتركيا صديقة ايران وحليفة قطر والمدافعة عن غزة ، هي نفسها عضو الناتو وتتبادل السفارات مع اسرائيل وتقف ضد سوريا .
حرب امريكا ضد داعش مقلقة ، لان داعش مقلقة وامريكا مقلقة اكثر ، ولكننا لا ننسى ابدا اننا نحن العرب والمسلمون لسنا اقلّ قلقا من تركيا وداعش وامريكا وجامعة الدول العربية والباكستان وقطر وافغانستان وايران . وهناك لاعبين صغار ولاعبين كبار في هذه الحرب ، كما ان هناك عوامل رئيسية وعوامل ثانوية لا تقل اهمية .
الربيع العربي لم يعد منتجا للاستهلاك الشرق الاوسطي فقط ، فقد انتشر الى افريقيا مثل مالي ونيجيريا ، والى اوروبا مثل اوكرانيا واسكوتلاندا وكاتالونيا ، والى امريكا نفسها ، وروسيا والصين في ازمة هونج كونج وامريكا اللاتينية وقد يصل امريكيا الوسطى .
اذن لم تعد هناك ازمات دولية وازمات محلية . لان كل ازمة دولية هي بالمفترض ازمة محلية ، وكل ازمة محلية تعتبر توطئة لازمة دولية ، ولو اخدنا ازمة هونج كونج لوجدنا ان القلق يجب ان يصل جميع دول العالم والى كل مدينة وقرية ، فالصين 2 مليار نسمة ولو انهار نظام الحكم الصارم هناك سينتشر الصينيون عشوائيا في كل ارجاء الارض ويصبح هناك مدينة صينية بملايين الافراد في كل دولة في العالم مهما كانت بعيدة .
وفي القارة الصينية ، الصين واليابان وكوريا وتايلند ولاوس وفيتنام وغيرها ، الناس هناك ليسوا مسلمين ولا مسيحيين ولا يهود بل بوذيون ، وفي حال استمرت الحرب بين ابناء الرسالات السماوية الثلاث ، واتموا القضاء على بعضهم البعض وافناء الاخر بهذه الطريقة الوحشية والحيوانية . فان البوذيين قادمون لحكم العالم . وهم سيعيدون ترتيب المنطقة بالطريقة التي لم تتخيلها امريكا ولا مخابراتها ، لا اسرائيل ولا مؤامراتها . ولا الدول العربية ومهاتراتها .