نشر بتاريخ: 21/10/2014 ( آخر تحديث: 30/10/2014 الساعة: 00:55 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حين احتلت امريكا العراق سمحت بكسر ظهر أهل السنة هناك، عندما خططت لتفكيك الجيش العراقي بطريقة مهينة؛ وصار العميد أو العقيد في الجيش غير قادر على حماية زوجته او منزله. وقام بعض الجهلاء والحمقى بعمليات انتقام مخجلة بحق بلدات او عائلات بأكملها.
وعلى مدار عشر سنوات بين 2002 - 2010 كانت مناطق واسعة في العراق تنزف كراهية وعنصرية، وجرى جدع انف السنة وامتلات السجون بالرجال والشباب وذاقوا صنوف العذاب فيما انفجرت اسواق ومساجد الشيعة وشربوا الموت والدمار والانتقام ولم تترك امريكا العراق الا بعد ان حولته الى مسلخ كببر.
الاخطر من ذلك عدم وجود قادة من ظهر السنة في العالم العربي، فقد تم اعدام صدام حسين صبيحة يوم عيد الاضحى ما استفز كل عربي وكل قومي وكل سني وكل شيعي وخصوصا بعد ان وقف كالجبل وهتف عاشت فلسطين حرة عرببة. فغفر كثير من الجمهور لصدام اخطاء الحكم وحفظوا له هذه اللحظة. وفي نفس الفترة جرى اغتيال ياسر عرفات بطريقة قهرت العرب وتزامن الامر مع رحيل عدد من قادة الحكم مثل الملك حسين واغتيال رفيق الحريري وغيره من قادة الفكر والصحافة واصحاب التأثير ما فتح الطريق أمام قادة القاعدة ليقدموا انفسهم كقيادات بديلة للسنة واهل السنة؛ ورافق انتشار القاعدة تقهقر الكتاب والشعراء وانحسار اليسار ووفاة قياداته مثل جورج حبش فاختلط الحابل بالنابل فظهرت قيادات وطنية تسعى لحماية بلدانها ولاتبحث في مشاكل الامة مثل سعد الحريري في لبنان ومحمود عباس في فلسطين وصولا الى تدحرج الاحداث وهروب زين العابدين من تونس وسقوط علي عبد الله صالح في اليمن وانهيار حسني مبارك في السجن واعدام القذافي بطريقة مهينة ودخول محمد مرسي السجن وتحطم الاخوان المسلمين ومحاصرة حماس وقيام امريكا عمدا بقهر قادة السنة واهانتهم سياسيا وعسكريا امام شعوبهم بحيث لم يبق امام المواطن سوى القاعدة واسرائيل.
لم تقف القوى التي تحكم العالم عند هذا الحد بل قامت بالقاء جثة الشيخ اسامة بن لادن في البحر واخطأت امريكا مرة اخرى؛ كما اخطأت ايران بازدرائها القيادات العلمانية من اهل السنة العرب وبحثت عن تحالفات دينية مذهبية فتسببت من دون قصد في استنهاض عفريت المذهبية. وهي لا تزال حتى الان تلعب بالنار احيانا ولا تتحالف مع قيادات قومية عربية من اهل السنة وهو نفس الخطأ الذي ترتكبه تركيا التي تتحالف مع الاخوان المسلمين فقط ولا تظهر الاحترام لاية قيادات قومية من السنة.
انحسرت حركات القاعدة والاخوان بنفس الطريقة الذي انحسر فيه اليسار والاحزاب القومية العربية واشتغلت امريكا بمحاصرة اخر معاقل البعث في سوريا ومن دون ان يشعر قادة الخليج الذين يمولون الحرب في سوريا ظهر وكأنهم يشنقون انفسهم وتضيق فقاعة البترول عليهم حتى بات الخليج مجرد فقاعة بترولية.
ومع تطورات الاحداث في اليمن وتعنت المرشد خامنئي وقسوة رأسه تجاه القضايا العربية والموقف المتشدد ضد منظمة التحرير وانتشار التطرف اليهودي والاصرار على اقامة دولة اليهود؛ قامت دولة الاسلام مقابلها وحكمت ما مساحته عشرة اضعاف مساحة اسرائيل.
على القوى الدولية والاقليمية ان تعرف انه من دون الازهر الشريف واعادة هيبته الدينية؛ ومن دون دعم الرئيس السيسي وازاحة العقبات الاقتصادية من وجه مصر الجديدة ومن دون اقامة دولة فلسطين المستقلة ومن دون استقرار الاردن؛ ومن دون وقف ملاحقة قادة السنة والصحافيين والكتاب والشعراء؛ ومن دون احترامهم واعادة الهيبة لدولهم واقتصادهم وحضارتهم ووقف التنكيل بهم فان داعش او من على شاكلتها سيحكمون نصف الارض ولن ينجح مستشرقوا البيت الابيض وجماعة المتفذلك شمعون بيريس من صنع شرق اوسط جديد بل سيتسببون في عودة التاريخ الف سنة الى الوراء.