نشر بتاريخ: 02/11/2014 ( آخر تحديث: 05/11/2014 الساعة: 23:01 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تعرّضت الفعاليات الوطنية في القدس لعدة طعنات بعد وفاة القائد فيصل الحسيني ، وتم اغلاق بيت الشرق ( اورينت هاوس ) ومعظم المؤسسات الخدماتية الفلسطينية في العاصمة المحتلة ، ما ترك فراغا كبيرا وجعل الامور اكثر تعقيدا .
وبعد ان اغلق شارون المؤسسات الفلسطينية ، لفّ العاصمة بجدار يقطعها عن التواصل مع اخوتها المدن الاخرى . واعتقدت الاحزاب الصهيونية بعقلها الصغير انها تجاوزت امر الصراع من خلال فصل اقتصاد القدس عن اقتصاد الضفة ، بل ان التطورات اللاحقة اوهمت اسرائيل ان الامر يسير كما ارادت هي ، فلم ينجح اي مقدسي يسكن العاصمة المحتلة في انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح ، كما ان معظم النشطاء وعضاء القيادة لا يسكنون القدس بل في رام الله ، ولاحقا تم تشكيل عدة حكومات في غزة ولم يكن ضمنها اي مقدسي !!!
الصدمة الكبرى كانت انتفاضة القدس ، ولم يتوقعها الامن الاسرائيلي بتاتا ، كما لم يتوقعها المثقفون والمحللون العرب ، وكان بعض المحللين يعتقدون ان مدن الضفة مرشحة للانتفاضة ، او ان غزة قد تثور في وجه حماس .
انتفاضة القدس " الناعمة " ارهقت نتانياهو ، كما ان التنظيمات الفلسطينية لم تستعد لها . وبدا انها فوجئت وتحوّلت الى جمهور مشجعين امام تفاقم احداثها ، فيما الدول العربية الغنية في وضع محرج تماما ، وبينما تدعم التنظيمات المتشددة بالمليارات والسلاح لم تدعم القدس في وجه التهويد وشراء منازل العرب .
لا شك ان الحركة الشعبية الغاضبة في القدس عفوية ، ولا يوجد من يقودها ماليا وتنظيميا وهذا جعل الامن الاسرائيلي في وضع اخطر ، كما ان الامن الفلسطيني يستطيع ان يقول بكل اريحية انه لا شأن له بمنع انتفاضة القدس ، فالسلطة لا تسيطر سوى على مناطق الف وهي لا تتجاوز بمساحتها 2% من مساحة فلسطين التاريخية . كما ان مناطق جيم تشكل 62% من مناطق الضفة وهي غير خاضعة لاسراف امن السلطة .
ومن حق القيادة الفلسطينية ان تقول انها لا تريد انتفاضة الان في مناطق الف ، ولكن لا احد سيطلب منها حمل عبء منع انتفاضة في القدس او مناطق جيم ، وكلما تعنتت اسرائيل في السماح بعودة المؤسسات الفلسطينية في القدس ، كلما كانت صدمتها أكبر وأكبر ، كما ان عملية اغتيال الحاخام غليك وعملية المستوطنين الثلاثة في عتسيون تدل وبشكل قاطع على ان اسرائيل تقف الان امام نوع جديد من العمليات في مناطق لا تخضع لسيطرة السلطة ولا تستطيع ان تطلب من الامن الفلسطيني تحمل مسؤولياتها ... هذا ما ارادته اسرائيل وطلبته طوال عشر سنوات ، وهذا ما حصلت عليه .