نشر بتاريخ: 18/12/2014 ( آخر تحديث: 20/12/2014 الساعة: 20:34 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
مؤخرا . تأتينا شهادات موثقة من عمال فلسطينيين ان جنود الاحتلال وما يسمى حرس الحدود يوقفون العمال ويجبرونهم على ان يضربوا بعضهم البعض مقابل اطلاق سراحهم ، نحن نعرف تماما ان جيش الاحتلال فقد كل رابط بالاخلاق والحضارة الانسانية أمّا ان يصل الامر في زعران حرس الحدود ان يجبروا العمال على صفع بعضهم البعض وأن يطلبوا من صغار العمر منهم توجيه اللكمات لكبار العمر منهم وان يركلوا بعضهم البعض فهذا ما لم يفعله جيش هتلر باليهود ، ولم نقرأ عنه حتى ايام الدكتاتور بول بوت في كمبوديا . وهنا لا بدّ من بصقة في وجه كل جندي في حرس الحدود ، ومناشدة للمنظمات العالمية ونقابات العمال وللصحافة الاسرائيلية بالتحقيق في الامر ، وخصوصا ضد الجنود اللصوص المتخصصين في سرقة الهواتف المحمولة والاي فون من العمال .
وفي موضوع مختلف ، انتخابات اسرائيل تبدو حمّى أكثر منها ظاهرة ديموقراطية ، وانا شخصيا فقدت القدرة على التوقع في نتائج هذه الانتخابات ، وفي حال فاز اليمين من أمثال نفتالي بينيت فان اسرائيل ستحاول ضم الضفة الغربية . وفي حال فاز الوسط من أمثال تسفي ليفني فاننا مقبلون على ايام سوداء لان الوسط في اسرائيل عاجز ولن يجرؤ على فعل شئ سوى استمرار الاحتلال و" نغنغة السلطة " ببعض القشور وتسهيلات الحركة ورفع الحصار الدبلوماسي عن اسرائيل .
المؤتمر السابع لحركة فتح على الابواب ، وبعد اقل من شهر سيعقد في رام الله - وليس ببيت لحم كما سمعت - وستواصل الحركة اصلاح نفسها وانتخاب قياداتها على الملأ وامام العالم ... وبعض النظر عن اسماء الشخصيات التي ستفوز ، فان الاهم في هذا المؤتمر سؤالين : هل سيرشح ابو مازن نفسه مرة اخرى ؟ ومن هو القائد الذي سيكون بعد ابو مازن ؟
معركة المؤتمر السابع معقدة ومن مفاصلها أزمة النائب في التشريعي محمد دحلان ، ومحمد دحلان استنفر كل أنصاره في معركة الرمق الاخير ، والسؤال هنا لم يعد سياسيا بل قانونيا : هل تسمح فتح لمحمد دحلان بالمشاركة في المؤتمر السابع ؟ وفي حال لا تسمح : هل يسمح القانون الفلسطيني لدحلان بتشكيل كتلة في الانتخابات القادمة ام ان المحكمة اصدرت قرارا يعيب سيرته ويمنع عنه هذا الحق ؟
المشروع الفلسطيني العربي الفرنسي لمجلس الامن ليس جبهة حرب وانهيار في عملية السلام وانما هو أكبر عملية انقاذ دولية لاتفاق اوسلو ، و يحمل افكارا ومخارج لم تخطر ببال اي وسيط للسلام مثل القدس عاصمة لدولتين وتبادل الاراضي ومواصلة عملية السلام عام اخر وحل عادل لقضة اللاجئين . وفي حال استخدمت امريكا عقلها ولم تستخدم الفيتو ونجح هذا المشروع فان هذا يعني العودة الى مرحلة ( الشلوم الفرنساوي ) وفي حال فشل هذا المشروع فان اسرائيل مضطرة حينها ان تذوق بطرف لسانها انتفاضة ثالثة أصعب وأقسى وأمر واكثر دموية في كل المواجهات السابقة .
وأخيرا حكومة الدكتور رامي الحمد الله ، وبرغم الارتطام الكبير الذي اصاب دفة سفينة التوافق الوطني فترة ذكرى ياسر عرفات في 11-11 وتفجير منازل قادة فتح في غزة والاتهامات الكبيرة التي سيقت قبل اسابيع ، يبقى علينا كصحفيين ان نسأل كل يوم وكل ساعة : من يحكم غزة الان ؟