نشر بتاريخ: 28/12/2014 ( آخر تحديث: 01/01/2015 الساعة: 14:52 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
خصومات السياسة لا تنتهي ، والتسامح خيار استراتيجي راق وسليم وفيه سلامة فردية وسلامة مجتمعية ، فيما ان تنشيط خلايا الخصومة وتحفيزها دوما سيقود لا محالة الى التهابات وحمّى ومرض عقيم , وكم يعجبني ثقة الاعلامي الفلسطيني الكبير نبيل عمرو بنفسه ، وثقته بالطريقة التي اختار هو أن يفكر بها بغض النظر عن الاسباب الدافعة لذلك ... وقد جمعتني بنبيل عمرو محاضرة قادها وشارك بها الاخ أحمد قريع والمطران عطالله حنا والاعلامي حافظ البرغوثي ،كان ذلك من أجل القدس وكيف ندافع عن عروبتها ، وفي قاعة الهلال الاحمر بمدينة البيرة قال عمرو : ان سياسة اللابدّات يجب ان تنتهي ، فكل فرد وكل مثقف وكل فصيل وكل جهة وكل صحيفة تخرج للجمهور وتقول : لا بدّ على السلطة ان تفعل كذا ، ولا بدّ على حماس ان تفعل كذا ، ولا بدّ على فتح ان تفعل كذا ... واردف يقول : تفضل انت وافعل كذا وكذا ولا تصدّع رأس الجمهور وانت تدعو وتدعو وتدعو وتشجب وتستنكر ولم تفعل شيئا !!!!
حملت الفكرة وطرحتها على مثقف يساري كبير ، فرد قائلا : ان مجرد لجوء المثقف الفلسطيني وبعض القوى الى سياسة اللابدّات انما هو اعتراف ضمني واقرار صريح بقوة الجهات التي يجري توجيه اللائمة اليها ، وهو اقرار صريح ايضا بعجز الافراد والقوى " اللابدّية " عن القيام بوظائفها ومهامها . وكلما قال الناس او القوى او المثقف انه " لا بدّ " يعني هذا اننا نحن عاجزون عن القيام بهذا ونطلب من السلطة وفتح وحماس ان تفعل ذلك بدلا عنا .
ومن هنا نذهب الى طاغور ، الشاعر الهندي الذي ولد قبل مئة عام ( كتبت في النشر السابق الف عام خطأ مطبعي ) وملأت أشعاره الارض ، . ومما كتبه طاغور : ان اهل القرية لا يجب ان ينتظروا سلطة تأتي وتبني لهم الجسر ليعبروا النهر ، بل ان الصحيح هو ان يقوم أهل القرية ويبنوا الجسر بأنفسهم . وحينها فقط يعرفون قيمة الجسر واهمية العمل .
لدينا مشاكل كثيرة وعديدة ، اهمها حصار غزة والخلاف بين التيار الاسلامي والتيار القومي ، واستكمال مهمة التحرر والاستقلال ووقف اعتداءات المستوطنين ، وفك الحصار عن الاقصى والقدس المحتلة ، وحل مشكلة البطالة وايجاد اماكن عمل ، وتنشيط الزراعة ... ولو واصلنا سياسة اللابدّات وننحو باللائمة على الحكومة والقوى السائدة والحاكمة لما وصلنا الى اية نتيجة .
في العام 2015 على القطاع الخاص والمنظمات الاهلية واللجان الشعبية ان تتقدم خطوة وتقود وتنفذ الحلول ... نبدأ بالمخيمات والقرى واللجان الشعبية وحل مشاكل الكهرباء والماء وفرص العمل وحتى على مستوى الاسرة والاولاد والزوجة والخطيبة والجامعات التي وجلت من البحث العلمي والتجارب ورب العمل وقروض البنوك . ولتتوقف اللابدات التي تحوّلت الى مرض تفشى في كل المجتمع ومعظم مواقع التواصل الاجتماعي .ولنعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله .