نشر بتاريخ: 01/01/2015 ( آخر تحديث: 04/01/2015 الساعة: 13:15 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
في بداية الثمانينيات قررت المحكمة العليا الاسرائيلية حظر الاستيطان على الاراضي المملوكة ملكية خاصة للفلسطينيين في الضفة الغربية، ورد على ذلك سارع شارون للاجتماع مع جنرالات متقاعدين وخبراء وطلب منهم المشورة. ولكن احدا منهم لم يكن لديه أي ذريعة للالتفاف على قرار المحكمة العليا وساد الصمت في القاعة. وهنا قام احد الجنرالات اليمينيين، وقال لشارون: صيحة الديك.
سأله شارون عن معنى ذلك؟ فاجاب أن هناك قانون تركي عثماني قديم يقول ان الدولة تستطيع أن تتملك عنوة أية اراضي غير مزروعة وغير مستخدمة بشرط أن تبتعد عن اقرب منزل مأهول بمسافة "صيحة الديك". وأن من يقف في الارض المصادرة يجب ألا يستطيع سماع صياح الديك عند الفجر من القرية التي تمت مصادرة اراضيها. وعلى الفور نفذ شارون الوصية وزرع شمال الضفة الغربية بالمستوطنات.
أما اليوم فان اقرب منزل استيطاني لا يبعد عن منازل الفلسطينيين صيحة ديك ولا فحيح افعى ولا ثغاء نعجة. بل أنه وفي معظم المستوطنات تستطيع المنازل أن تلتقط "واي فاي" و"بلوتوث" من المنازل المجاورة مثل مستوطنات الخليل وبيت لحم والقدس ورام الله والبيرة وغيرها وهو ما يجعل التداخل السكاني والجغرافي اقرب الى فكرة الدولة الواحدة وليس الى فكرة الدولتين!! ونحن اليوم لو طبقنا القانون العثماني "صياح الديك" على المستوطنات، لطردنا جميع المستوطنين من ارضنا.
اسرائيل حاولت الاستخفاف بالخطوة وهي سياسة مقصودة لردع الفلسطينيين عن اكمال الامر والعودة الى طاولة المفاوضات. والعكس صحيح. فاسرائيل هي الخاسر الاكبر والاول من محكمة الجنايات الدولية وعلى القيادة أن لا تكتفي بذلك، بل عليها توجيه جزء من خطابها للجمهور داخل الارض المحتلة: ما هو المطلوب من الشعب في العام 2015 لانجاز الاستقلال والحرية؟