نشر بتاريخ: 22/01/2015 ( آخر تحديث: 25/01/2015 الساعة: 14:33 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
يقال ان اصل فيروس انفلونزا الطيور جاء من البط ، عبر الطيور المهاجرة التي تأتي من البلاد الباردة ، وهذا الفيروس لا يعيش في درجات الحرارة العالية ، وخطورته انه ينتقل للانسان ويندمج بكل سهولة مع الانفلونزا العادية للبشر ويشكلان خلايا ضاربة تستنزف وزارات الصحة . حتى ان النمور في تايلند اكلت دجاجا مصابا فانتقل الفيروس الى الوحوش .
والبط طائر داجن يسهل تربيته ، فهو سهل التربية في فناء المنزل ولا يتكبّر على اي طعام ، ترمي له فاصوليا ناشفة او عدس مجروش او راس عبد او محشي باذنجان او قلاية بندورة او بيتزا او سيجارة من يعبد فيأكل كل شئ ولا يتذمر ، انه " خنزير المسلمين " ، وهو ودود ومتكاثر ، دخل حياتنا منذ نعومة اظفارنا فاكلناه لحما ورميناه مريضا . والبطة مصطلح مجازي للفتاة الجميلة المليئة بالنضارة ، والبط فيه صفة الهدوء ويجب السلام على عكس الاوز العنيف والعدواني .
في الصور المتحركة تظهر البطة في اجمل الحلقات وتسبح بتناغم ودون جلبة ووراءها صغارها ، حتى البطة السوداء تأخذ حيزا في المثل الشعبي ، كما ان صغار البط سباحون ماهرون فيقال : فرخ البط عوام . ولان مناطق السلطة في الضفة الغربية تخلو من البحر ، وتنقطع فيها المياه معظم الايام ، فلم نعد نرى البط سوى تحت التوتة او وراء البلوطة او فوق السنسلة .
بيديا الفيلسوف في كتابه كليلة ودمنة لم ينسى البط ، وخصص قصة " البطتان والسلحفاة " لمن يريد ان يعتبر ، ( فقد زعموا أنّ غديرًا كان عنده عشب وفيه بطّتان. وكان في الغدير سلحفاة بينها وبين البطتين مودّة وصداقة.
فحدث أن غيض ذلك الماء، فجاءت البطتان لوداع السّلحفاة وقالتا: “السّلام عليك. إنّنا ذاهبتان عن هذا المكان بسبب نقص الماء عنه”.
فقالت: إنّما يبيّن نقص الماء على مثلي. فأنا كسفينة لا أقدر على العيش إلاّ بالماء. أمّا أنتما فتقدران على العيش حيث كُنتما، فاذهبا بي معكما.
قالتا لها: نعم.
قالت: وكيف السّبيل إلى حملي؟
قالتا: نأخذ بطرفيّ عود وتتعلّقين بوسطه، ونطير بك إلى الجو، وإيّاك إذا سمعت النّاس يتكلّمون أن تنطقي.
فأخذتاها فطارتا بها في الجوّ.
فقال النّاس: عجيب، سلحفاة بين بطّتين قد حملتاها!
فلمّا سمعت السلحفاة ذلك، قالت: فقأ الله أعينكم أيّها النّاس!
فلمّا فتحت فاها بالنّطق وقعت على الأرض، فماتت) .
واننا في مثل هذه الحالة ، بطتان وسلحفاة ... ومن يفتح فاه فقد هلك .