نشر بتاريخ: 28/01/2015 ( آخر تحديث: 06/02/2015 الساعة: 18:03 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ما يحدث في الدول العربية وبالذات في اليمن يعيد السؤال : هل يمكن العودة الى ما قبل العام 2010 ؟ ام ان هناك عملية هدم كاملة للنظم السياسية العربية التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية وانها مستمرة ومتصاعدة وان اجلا او عاجلا ستصل الى كل البلدان ؟
والاهم من عملية العودة كما في مصر ، او الهدم كما في ليبيا ، او الممانعة كما في سوريا ، او المضي قدما كما في تونس ... الاهم , هو السؤال التالي : ما هو النظام السياسي العربي القادم ؟ هل هو اسلامي تركي ام اسلامي ايراني ام اسلامي وهّابي ام اسلامي قطري ام اشتراكي ام امريكي ام روسي ام قومي ناصري ؟
العديد من المثقفين العرب ينصحون بالعمل لخلق نظام شراكة سياسية تسمح لجميع الاطراف بالمشاركة في الحكم دون فيتو على اي جهة ، لان نظام الشراكة السياسية في الوطن وحق الاختلاف هو الذي سييضمن بقاء جميع الاطراف وعدم الدخول في لعبة الفناء واقصاء الاخر .
والشراكة السياسية تعني عدم وجود حزب حاكم بالمطلق ، بل وجود برلمان حاكم تتمثل فيه فئات المجتمع كلها سياسيا واقتصاديا ومذهبيا .ويفترض ان الوطن العربي غني وانه قوي ومتعاضد وتوحده اللغة والدين .
بعد اربع سنوات على الحروب العربية - حروب عربية وليس ربيع عربي - الا ان تنظيم داعش اعادنا الى المربع الاول ودفعنا ان نفكر بطريقة اخرى .وعلى الاقل فان داعش دعا لفتح الحدود بين الدول العربية والمكان الوحيد الذي لا تحتاج فيه الى جواز سفر واختام وتحقيق مخابرات كي تمر من بلد عربي الى بلد عربي مجاور هو امارة داعش ... فهل نستطيع مثلا ان نسافر الى قطر من دون فيزا او الى اية دولة عربية ؟
تنظيم داعش خلق تحديا حقيقيا للعقل الحاكم وللفكر القائم ... ولغاية الان لم تقدم الحكومات العربية نموذجا افضل للحكم من حكم الدواعيش ... فالقائم والبديل ينقصهما الاستشراف وعجزا عن اقناع المواطن ، ولم يوفرا وطنا حنونا للمواطن العربي ولا حتى فيزا لامريكا .