نشر بتاريخ: 18/02/2015 ( آخر تحديث: 18/02/2015 الساعة: 10:32 )
الكاتب: ساهر الأقرع
قبل الحديث عن سياسة الاغتيالات التي تنفذها أيدي خبيثة لا بد من التعريف بالمصطلح الذي يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسبابا عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقاميه وبالنسبة لمنفذوا عمليات الاغتيال ضد شخصيات ذات وزن ثقيل بالحركة فإن لعملية الاغتيال أهدافاً مركبة.
من جديد نقف امام فشل حكومي فلسطيني بامتياز في استحقاق القارئ ولكن هذه المرة بسبب موجة حرق السيارات والاعتداءات ومحاولة الاغتيالات ألمتعمدة قتلنا الفلتان ،، اصبح الشارع الفلسطيني يمر كل يوم بحدث والتي كان آخرها محاولة اغتيال مدير مفوضية العلاقات الدولية في حركة فتح الاخ "مأمون سويدان" وإصابة اثنين من مرافقيه اصابة احدهم بطلق ناري في الرأس ويرقد في مجمع الشفاء الطبي والاخر اصابة طفيفة غادر المجمع بعد ما أنهال عليهم رصاص حاقد!! رصاص إجرام، رصاص مأجور، من قبل مسلحين مجهولين في غزة، وسيبقي مجهولين كذلك كما حدث عندما احرقت سيارة القيادي الفتحاوي "احمد علوان"، وكما تم الاعتداء علي عضو المجلس الثوري الاخ "ابو جودة النحال" وجميعها سجلت ضد مجهول،! كم نحن بحاجة الي سجلات لكِ نسجل تلك القضايا الكثيرة، فأن الاعتداءات ومحاولات الاغتيال نستدرك انها باتت مشروعاً فلا احد يعاقب احدا علي فعلته وان لم يأخذ ثأره بيده "راحت علية "، ولان حكومة الوفاق المغيبة تماما عن ساحة قطاع غزة، في آخر لحظة تراجع العبد الفقير لله عن الغاء اخبار المقتلة البشعة في غزة ولعل حالة السخط على الوضع الفلسطيني الذي يتلاقفه قتلة وجهلة مراهقون في أرذل العمر جعلتني اقرر نشر صورة كبيرة للفنانة "هيفاء وهبي"، وهي تلهب العيون والجفون في احدي الحفلات، لأن نشر انباء عارنا اليومي والمتمثل في محاولة الاغتيال هذه باتت وصمة عار تاريخية تتحملها حكومة الوفاق والقادة والسياسيون قبل الادوات المنفذة التي عادت بنا الى عصر جاهلي كنا نظن اننا دفناه قبل الف وأربعمائة سنة ونيف. ولعلنا في هذا لم نعد نختلف عما يقترفه القتلة والطائفيون في العراق، واكلة لحوم البشر في بقاع اخرى. لأن ما يحدث في غزة هو جريمة كبرى وخيانة بحق الوطن والمواطن وتجعلنا نكفر بكل حملة السلاح ومدعي الوطنية. فهل يظن مطلقوا الرصاص وأصحاب المشاريع البائسة انهم قادرون على ابادة فتح!! ليس هناك من يستطيع الغاء حركة فتح حتى لو استخدم الغاز السام، واني لأعجب ممن يحاولون تجيد محاولات عمليات الاغتيال والاعتداءات وحرق السيارات في قطاع غزة، فهم ثلة معروفة لابناء شعبنا وحتما لا مجال للافلات من العقاب، لأن حصرها في منطقة واحدة اقل ضرراً وحصرها في مخيم اقل ضرراً تمهيداً لتطويقها ووأدها دون رجعة.
لقد اثبتت الاحداث التي تجري ضد قيادات حركة فتح بغزة فشلها الذريع، وان هناك من يضحون من تلك الثلة اليائسة لتحقيق غايتهم لمآربهم الضيقة حتى لو كان الامر متعلق بقتل النفس الذي حرم الله قتلها الا بالحق، وما الحق الذي يكون بجعبة تلك الثلة الخائبة؟؟؟
وان شق الصف الفتحاوي الوطني وتكثيف تلك الاعمال الاجرامية وحشو العقول بالأفكار المبيحة لسفك الدماء تحت شعارات فلان قطع رواتب الموظفين وعلان ساعده هو رجس من عمل الشيطان. فلتشل كل الايدي التي تضغط على الزناد. ولتفقأ كل العيون التي ترى المشهد ولا تفضحه. ولتقطع كل الألسن التي لا تجاهر باستنكار هذه المقتلة البذيئة، لأن الاحتلال لم يلحق بنا طوال عقود من قمعه ما ألحقه بنا تلك الثلة المارقة والدخيلة علي ابناء شعبنا في شهور. لأن نفس هذه الثلة غيرت اتجاه البوصلة نحو شعبنا. وتباً لكل مصفق ومشارك في كل هذا العار، و لقد حان الوقت للتصدي لتلك المارقون الذين يستبيحوا الدماء الطاهرة ولوقف النزيف المأساوي.
تحولت التهديدات إلى حقيقة وأمر وأقع تلك التهديدات التي بشرنا بها بعض المتنفذين ورفاقهم الذين هددوا أن حركة فتح في قطاع غزة ستتحول إلى فوضى وخراب بالريموت كنترول وأن الأمر كله سيتوقف عندما يأخذ كل بطل حقه بيده ، وإلغاء القانون وتهميشه لنصبح كالغابة القوي يؤكل الضعيف .
العودة للاغتيالات هي بكل تأكيد غباء ووقاحة من مجوعه مرتزقة فاسدة مجردة من الانسانية تدخل في إطار منظومة الغباء التي خلقت في عقول وثقافة فئة مرتزقة تسمي "إذناب الاحتلال"، لتحقيق أهداف وأجندات إسرائيلية ومصالح شخصية بحته، في هذه الفترة والتي لم تنتهز فرصة وصولها لمصالحها فقررت الاستمرار فى غبائها حتى سقطت تلك الثلة من نظر الفلسطينيين بل واكتسبت المزيد من العداوات ممن كانوا يتعاطفون معها من حيث المثال الفلسطيني "الشخص الذي أكل كف يجب ان يأكل مثله"، فتحولوا إلى أشخاص مجردين من القيم الإنسانية و مجرمون، أن ثبت بالدليل القاطع أنهم أغبياء في هذه الفترة الحرجة.
إن ما يحدث الآن هو بمثابة انتحار سياسي لأصحاب المصالح الشخصية بالكامل، فبعد محاولة اغتيال الاخ "مأمون سويدان"، والعنف المسلح هوا عمل جبان بكافة المقاييس الوطنية والأخلاقية والدينية، ويستمر الضلال.
ألم أقل لكم إنه الغباء بعينه .. أنهم فعلا يستحقون الإعدام في واضح النهار، إن اللجوء للعنف والقتل ولسفك المزيد من الدماء لن يكون مقابله إلا المزيد من العنف ولكن هذه المرة سيكون العنف مبررا ومؤيدا بدعم شعبي كبير رافض لكل أساليب الإرهاب والتطرف والقتل بدم بارد، لذلك علي الأجهزة الأمنية بغزة ان تلقي القبض علي هذه العصابة التي أطلقت وابل من الرصاص صوب الاخ "مأمون سويدان"، وهي قادرة علي ذلك، والا سندخل منحي خطير جدا في محاولات الاغتيال وسنري في كل يوم محاولة اغتيال جديدة إلي ان نصبح مجتمع إرهابي لا يستحق الحياة؟.
اللجوء للعنف يا سادة هو غباء سياسي بلا شك سيقضى على صاحبه ولن يكون يوما وسيلة لتحقيق أى أهداف و لن يكون طريقا للوصول إلى الغاية على جثث الضحايا من الفلسطينيين وعلى أشلاء الأطفال الذين تمزقت أشلاؤهم في تفجيرات غبية من قتلة أغبياء لا عهد لهم ولا دين.