الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

داعش في فلسطين

نشر بتاريخ: 26/02/2015 ( آخر تحديث: 26/02/2015 الساعة: 15:11 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

من خلال متابعتنا كصحفيين لما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة لم يظهر حتى الان اية خلايا لداعش ، وانما ظهر هنا وهناك حالات غضب وعناد وتساوق مع هذا الفكر نتيجة اسباب في معظمها بتأثير اعلامي تلفزيوني .
في داخل الخط الاخضر ولسهولة الحركة بدت الامور اكثر جلاء ، فهناك شبان حاولوا الدخول في اللعبة والذهاب الى سوريا لمقاتلة جهة ما او ضد جهة ما ، متغافلين قضاياهم المركزية مثل القدس وفلسطين والبقاء والصمود . وحين دراسة كل حالة بحالتها ودراسة الحالات بشكل جماعي ( 32 حالة حتى الان ) نجد ان اسرائيل تقدمهم للمحكامة بتهمة دخول اراضي معادية ( سوريا ) وليس بتهمة تنظيم داعش ، ومن خلال دراسة لوائح الاتهام التي قدمتها نيابة الاحتلال سنجد ان بنود الاتهام تشمل التدرب على السلاح ودخول اراضي عدو والاتصال بمنظمات ولا تشمل لائحة الاتهام تنظيم داعش بحد ذاته كتهمة يحاسب عليها القانون الاسرائيلي .

اما في الضفة الغربية فالمعلومات تقول ان اجهزة الامن الفلسطينية قامت باعتقال 82 شابا اظهروا من خلال حديثهم تعاطفا مع هذا التنظيم او وضعوا لايك على صفحات الفيس بوك ، في اشارة الى عدم وجود تنظيم وخلايا وانما جماعة " لايكات فيسبوكية " وحسب .

في قطاع غزة تبدو الامور اكثر ثقة ، فلم يثبت حتى الان وجود اية خلايا لداعش في القطاع وان كانت جهات دولية ومحلية تحاول الصاق التهمة بحماس وقطاع غزة - وكأن غزة ينقصها التهم - ولكن من شبه المؤكد انه لا يوجد داعش في غزة وان كان يوجد غضب كبير وعنيف قي قطاع غزة المحاصر .

ظاهرة الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" تعيش اليوم اسوأ كوابيسها ، وخصوصا بعد ان فقدت مقومات الدولة ومقومات الاسلام ومقومات العراق ومقومات الشام ، و يتلاشى وجودها في الرقة والبصرة ، خصوصا وان القاعدة تبرأت منها وحركة الاخوان المسلمين وحماس والازهر فلم يبق لها ظهير ايديولوجي ولا تنظيمي ولا دولي ... وقد تحولت باسرع مما اعتقدنا الى حجمها الطبيعي وهو عدة خلايا غاضبة من بقايا ابو مصعب الزرقاوي .

هذه الايام انفضت خلايا حزب البعث العراقي عن داعش ، وخصوصا بعد الادانة الواضحة من حزب البعث العراقي لعملية ذبح العمال المصريين في ليبيا ، و انفصال الصحوات العراقية وخلافهم مع جماعة ابو مصعب الزرقاوي كما ان القاعدة سارعت لنفي اي علاقة بهم ، ونكاد نقول ان التحالف الدولي ضد داعش مجرد دعاية انتخابية ولا قيمة له في محاربة هذا التنظيم ، وان ما يهدم داعش هو العوامل العربية النافية لوجوده .

انحسار داعش في العراق وسوريا ، سبب اخر لانحسار فكر التنظيم في فلسطين ... وتذوي جميع العوامل الهامشية وتبقى فلسطين وتبقى القدس .