السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اذا الشعب يوما اراد المقاطعة فلا بد ان يستجيب المتجر...

نشر بتاريخ: 11/03/2015 ( آخر تحديث: 11/03/2015 الساعة: 11:49 )

الكاتب: م. طارق أبو الفيلات

لا ارادة فوق ارادة الشعب ,ولا قدرة لاحد على اجبار الشعب على شيء,هكذا علمتنا الحياة وهكذا توالت الدروس,ولو كان قرار مقاطعة المنتجات الاسسرائيلية قرار شعبي لنجحت الحملة ولما احتجنا الى فرضه بالقوة.

ولمن قد يتسرع في استنتاج موقفي انوه الى مقالي القديم:لا تقاطعوا منتجات الاحتلال فقط لا تشتروها.فانا صاحب قضية اسمها المنتج الوطني والصناعة المحلية وابدا لا اشتري منتجا غير فلسطيني اذا توفر المنتج الفلسطيني ولست ازاود على احد.
حملات مقاطعة منتجات الاحتلال فاشلة جميعها ولدي الدليل.

الدليل ببساطة اننا نطلق هذه الحملات عدة مرات كل عام فلو ان احداها نجحت لقضي الامر ولما لزمنا ان نتحدث في الموضوع مرة اخرى,ام تراني مخطيء؟
قال احد المدخنين :ان الاقلاع عن التدخين هو من اسهل الامور على الاطلاق فلو كان الامر صعبا لما استطعت القيام بهذا العمل مئات المرات .
الخلل يكمن في اننا لم نتمكن كأصحاب قضية من جعل القرار قرار شعبي والاصل بنا ان نعمل على جعل اليد الفلسطينية لا تمتد في اي متجر الا الى المنتج الوطني الفلسطيني ولا اعرف قوة في الدنيا يمكنها ان تجبرني على شراء ما لا اريد.
والى من يريد اقناعنا ان قرار المقاطعة هو قرار شعبي فليخبرنا اذا لماذا نستخدم القوة في تطبيقه فيكفي ان يملا التاجر متجره ببضاعة لا يشتريها الشعب فلا يكررها بعد ذلك وينتهي الجدل.

ادعوا الى دعم المنتج الوطني وتفضيله واعرف امكاناتي وحجمي وقدراتي وتسلط عدوي وتحكمه في نواحي حياتي فاقاطعه دون ضجة ودون مواقف لا استطيع تبريرها واتراجع عنها كما حدث بعد انتهاء العدوان على غزة واذكركم كيف عادت البضائع الاسرائلية الى الرفوف باسرع من زمن اختفائها اثناء الحرب واتساءل ما مصير الحملة الاخيرة بعد ما ستفرج اسرائيل عن اموالنا وكلنا يعرف انها ستفعل ذلك ولو بعد حين.
مقاطعة المنتجات الاسرائيلية عندي وسيلة وليست غاية فاقتصاد اسرائيل لن يتدهور اذا قاطعنا بضائهعم لكن اذا دعمنا منتجنا وزدنا حصته في السوق على حساب كل المنتجات الاخرى فاننا نخلق فرص عمل لابنائنا تساهم في بناء اقتصادنا وتمنع بطالتنا وتمنع هجرتنا وتفريغ ارضنا.
فلنوجه الجهد الى خلق وعي وثقافة داعمة لمنتجنا مفضلة له على اي منتج اخر اسرائيلي كان او صيني او مصري او سعودي فنحقق اهدافنا جميعها وتتحقق المقاطعة لمنتجات الاحتلال دون ان نضطر الى سكبها في الطريق في مشهد اذا تكرر فمعنى ذلك ان الشعب المستهلك مصر على ترسيخ ثقافة ينبغي لنا ان نغيرها وان نتحرر منها .
فلتدخل بضائعهم الى المتاجر وبقرارنا الشعبي ستسكب بعد ذلك في المجاري العامة لكن هذه المرة بيد التاجر الذي دفع ثمنها لاننا ببساطة لن نشتريها .الامر سهل اذا الشعب اراد ذلك فعلا.
كتبت مرة مقالا بعنوان :لو لبس غاندي سروالا صنع في انجلترا لما استقلت الهند.
ادعو من قد يسيء فهمي او من يخطر له ان يشكك في صدق توجهي الى قراءته.
واسألوا السوبر ماركت الذي اتعامل معه فانا لا اشرب التبوزينا ولا احب الشمينت واعشق بسكويت علي بابا.
اذا الشعب يوما اراد الحياة
فلا بد ان يستجيب القدر.