نشر بتاريخ: 12/03/2015 ( آخر تحديث: 12/03/2015 الساعة: 12:09 )
الكاتب: كيان كتوت
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاعتداء على الشاحنات المحملة بالبضائع الإسرائيلية وإتلاف محتوياتها أمام المارة من قبل شباب حملة المقاطعة الإسرائيلية، ونال هذا التصرف استحسان الغالبية العظمى من المواطنين الفلسطينيين الذين وجدوا في هذا السلوك وسيلة للثأر من الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يسلم من ممارساته المجحفة والقمعية لا الحجر ولا البشر ناهيكم عن أنها أحد وسائل المقاومة الشعبية.
بعض الآراء التي جاءت على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك كانت رافضة لهذا السلوك وأبدت تعاطفا كبيرا مع أصحاب هذه البضائع من باب أن ثمنها ذهب هدرا وكان الأولى التبرع بها بدل إتلافها، هذه برأيي ليست المعضلة الحقيقية أنا مع المقاطعة وبشدة وهذا يجب أن يكون مصير البضائع الإسرائيلية، المشكلة بالوسيلة والجهة المنفذة، حيث غاب عن فكر الكثيرين الآثار السلبية المترتبة على المدى البعيد خاصة في ظل المساعي لبناء دولة يسودها القانون والنظام.
هذا الأمر مع تكراره يعزز انتشار الفوضى وثقافة أخذ الحق باليد بدلا من ثقافة سيادة القانون تحت غطاء المقاومة الشعبية والمقاطعة الإسرائيلية، ولا أعتقد بأن أحدا منا يريد أن نعود إلى حالة الفلتان التي قطعنا شوطا كبيرا لتجاوزها.
إذا أردنا دولة حقيقية علينا أن نحترم القوانين لا أن نتجاوزها، كما أن الغاية لا تبرر الوسيلة ارتكاب المخالفات والاعتداء على ممتلكات الآخرين تحت أي ذريعة من الذرائع سوف يزيد الأمر سوءا وتعقيدا.
أنا لا أريد أن أقلل من أهمية دور هؤلاء الشباب في مقاطعة البضائع الإسرائيلية وتشجيع المنتج الوطني بل على العكس أنحني لهم احتراما وتقديرا، لكن دون التعدي على صلاحيات الجهات الشرطية والقضائية في تنفيذ القوانين وتطبيقها.
أتمنى أن نعيد النظر في بعض سلوكياتنا وأثرها على المدى البعيد لنستطيع التعايش في دولة يسودها النظام والقانون.