نشر بتاريخ: 16/03/2015 ( آخر تحديث: 16/03/2015 الساعة: 11:09 )
الكاتب: خالد معالي
صباح فوز المعسكر الصهيوني المتوقع؛ والتي تشير له استطلاعات الرأي في دولة الاحتلال؛ لن يتوقف الاستيطان ولا تهويد القدس والضفة، ولا حملات الاعتقال، ولا خنق وقتل وطرد شعب بأكلمه؛ كون المعسكر الصهيوني برنامجه الانتخابي واضح ولا لبس فيه ولا غموض؛ يقوم على حساب مصالح الشعب الفلسطيني؛ وكون المعسكر همه الأول والأخير؛ هو مصلحة دولة الاحتلال؛ وليس الفلسطينيين الذين هم الحلقة الأضعف في معادلة الصراع، والضعيف عليه أن يدفع ثمن ضعفه على الدوام.
تشير استطلاعات الرأي في دولة الانتخابات؛ إلى خسارة "نتنياهو" في انتخابات الكنيست وتراجعه بشكل ملحوظ وكبير؛ وهو ما له انعكاساته؛ وما يبعث بعدة رسائل في عدة اتجاهات مختلفة؛ لعل من أهمها ما ينعكس على الحالة الفلسطينية التي تتأثر سلبا وإيجابا؛ بحكم وقوعها تحت الاحتلال، وبما يحصل من تطورات فيها.
استطلاعات الرأي في دولة الاحتلال؛ تكون نسبة صدقيتها عالية جدا وتحوز على ثقة المتابعين؛ ليس كون دولة الاحتلال تقوم على الصدق والعدالة؛ فهي منهما براء؛ براءة الذئب من دم يوسف؛ ولكن لان دولة الاحتلال يوجد فيها رقابة، وآلية محاسبة، وقضاء أحكامه نافذة، وبالتالي لا يمكن التلاعب أو تزوير استطلاعات الرأي من اجل فلان وعلان؛ كما يحصل عادة في عالمنا العربي؛ ومنها فلسطين المحتلة.
راح "نتنياهو" يتهم ويلوم أمريكا بأنها تقف وراء خسارته؛ ولكن أمريكا دولة لها مصالحها ورؤيتها للمنطقة ولا تسمح بسهولة ل"نتنياهو" أو غيره أن يعبث بالمصالح الإستراتيجية لها؛ إلا في حالة وجود قوة يحسب لها ألف حساب؛ وهو ما لا يتوفر في دولة الاحتلال التي هي أصلا تقوم على مساعدات أمريكا والدعم اللامتناهي لها؛ وكونها تشكل قاعدة إستراتيجية متقدمة في العالم العربي المضطرب؛ ولولا ذلك لانتهت دولة الاحتلال منذ زمن بعيد.
ستبقى الخطوط العامة لاستراتيجيات لدولة الاحتلال كما هي في حالة فوز المعسكر الصهيوني وخسارة "نتنياهو"؛ فلا أحد يستطيع أن يكسر آو يتخطى الخطوط الحمر لدولة الاحتلال؛ وهي المزيد من الأمن والهيمنة والسيطرة والاستيطان وتهويد القدس.
فلسطينيا؛ كل حركة تحصل في دولة الاحتلال تؤثر مباشرة على الفلسطينيين؛ كونهم يقعون تحت الاحتلال المباشر؛ وكون دولة الاحتلال تملك قوة ظالمة لا يستهان بها، وتمارس هذه القوة على شعب أعزل وعلنا؛ صباح مساء.
المطلوب فلسطينيا ليس التعويل على نتائج الانتخابات في دولة الاحتلال؛ بل سرعة الاتفاق والتوافق على خطة عمل متكاملة لمواجهة التحديات المتعاظمة؛ وعلى رأسها مواجهة اعتداءات الاحتلال والمستوطنين ومواجهة وتحدي الاستيطان.
انعكاس خسارة "نتنياهو" على الشعب الفلسطيني؛ هو التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية فلسطينيا؛ فالمعسكر الصهيوني لن يقدم الحرية والدولة لنا على طبق من ذهب؛ بل بالمزيد من العمل والتضحيات المدروسة ضمن برنامج وطني موحد.
لو كنت في موقع المسئولية فلسطينيا؛ لسارعت وبكل قوة لترتيب وتقوية البيت الداخلي الفلسطيني؛ ولأوقفت كل ما من شأنه أن يوتر الساحة الفلسطينية؛ ولسارعت لعمل برنامج وطني موحد مقاوم متفق عليه من قبل الجميع؛ ولأوصلت الحالة الفلسطينية إلى معادلة:"الجسد الواحد، كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا".
في كل الأحوال؛ الاحتلال ماض في سياساته سواء خسر "نتنياهو" أو كسب الانتخابات؛ ولكن هناك فرق بين شعب واقع تحت الاحتلال؛ متحد ومتصالح وكالجسد الواحد يقاوم محتليه؛ وبين شعب واقع تحت احتلال؛ ينهشه؛ وتنهش جسده أيضا الخلافات الداخلية في الرؤى والبرامج والأهداف؛ التي من المفترض أنها واضحة وضوح شمس حزيران.