نشر بتاريخ: 16/03/2015 ( آخر تحديث: 16/03/2015 الساعة: 12:05 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعد أيام فقط من بدء تنفيذ قرار مقاطعة البضائع الاسرائيلية ، ومنع دخولها الى مدن الضفة الغربية ، رد الاحتلال للقيام بخطوة " غير متوقعة " على صعيد حركة المواطنين الى داخل الخط الاخضر ، واعلن السماح للرجال فوق 55 عاما والنساء فوق 50 عاما بالدخول الى " اسرائيل " دون الحاجة الى تصاريح عسكرية . كما منح الفرصة للمتزوجين فوق سن 22 عاما للتقدم بطلب للحصول على تصاريح حركة او بحث عن العمل .
والحديث عن تسهيلات حركة وتصاريح عمل لم تكن للضفة اساسا بل كانت لاهالي قطاع غزة ، وكانت هذه الخطوات جزء من خطة دولية انسانية فترة تدخل ممثل الامم المتحدة روبرت سيري خلال الحرب ، وجرى الحديث عن اصدار الاف التصاريح فورا لعمال قطاع غزة للعمل في مناطق زراعية داخل الخط الاخضر على شعاع عشرة -20 كم من حدود القطاع . ولا يعرف بعد سبب عدم تنفيذ " الوعود " التي نثرتها اسرائيل فور انتهاء الحرب وخلال اتفاق القاهرة ، بل ان الخطة الاسرائيلية كانت تقضي البدء فورا في بحث موضوع الميناء والمطار لمنع انفجار الاوضاع مرة اخرى في القطاع .
بالنسبة للضفة الغربية كانت حكومة نتانياهو رسمت خطة لعودة تدريجية للعمال الفلسطينيين والمواطنين للخط الاخضر ونذكر كيف سمح الاحتلال قبل 3 سنوات لجميع سكان الضفة بالدخول للصلاة في الاقصى ، وبعدها احتج تجار الضفة وكتب كثيرون عن مؤامرة اقتصادية شلّت مدن الضفة وتسببت بخسائر كبيرة في وسط الاقتصاد الفلسطيني . وخلال حرب غزة عرضت اسرائيل على الفلسطينيين منح تصاريح لجميع موظفي السلطة وعوائلهم لكن السلطة رفضة حيث كان الجو العام في الضفة ثائرا على جرائم الحرب في غزة .
الوضع في الضفة جمرا تحت الرماد ، والموظفون لم يتلقوا رواتب منذ اربعة اشهر ، والحصول على تصريح عمل يبدو بمثابة قشة انقاذ ، ولا يفكر المواطن كثيرا بين خيار " البرنامج الوطني " بمقاطعة البضائع الاسرائيلية ، وبين فرصة العودة الى فلسطين داخل الخط الاخضر . فهذه فنتازيا تشغل بال المثقفين ومنظري الصالونات الثقافية والسياسية فقط ، اما في الواقع المر فان المواطن لن يفكر مرتين في الاختيار بين وظيفة السلطة غير المستقرة وبين العمل في السوق باجر لائق .
من الناحية النظرية يتحدث السياسيون عن وحدة الشعب والقضية بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، ولكن هذه مجرد تصريحات ، لان الواقع يؤكد ان اقتراب الضفة الغربية مع الخط الاخضر بات اكثر واقعية من كل الاحتمالات الاخرى ، بل فاق على اقتراب ووحدة الحال مع الاردن ، رغم ان الضفة الغربية والضفة الشرقية كانتا توأم الروح والجسد . بل ان الفلسطينيين من داخل الخط الاخضر يملأون مدن الضفة ومطاعمها وقاعاتها وعياداتها والعكس صحيح .
الانتخابات الاسرائيلية لم تفرز حزبا اسرائيليا قويا ، بل اعادت انتاج مجموعة من الاحزاب الصغيرة والوسط ، ما يعني ان قوة القرار الاسرائيلي ستكون في السنوات الاربع القادمة بيد الجنرالات وقادة الجيش والامن .