نشر بتاريخ: 18/03/2015 ( آخر تحديث: 18/03/2015 الساعة: 13:49 )
الكاتب: عطا الله شاهين
هي قبيحةٌ في كلّ شيء .. يهربُ الناس منها كلّما رأوها لأنها سليطة اللسان وتتحدّثُ عادة بفظاظة ولا تعترفُ أبدا بأنها قبيحة المنظر وتقول من لا يعرفني يراني قبيحة..
كنتُ أراها من بعيد وأنا انتظرُ الحافلة ذات شتاءٍ في بردٍ مجنون على رصيف شارع مليء بالحفر وهي كانتْ تلوّح بيدها كعادتها لأية سيّارة لكيْ تقلها إلى وجهتها .. ورغم بشاعتها إلا أنّ السائق لا يهمه سوى الأُجرة مع أنّها كانتْ تعذّب السائقين قبل أنْ تعطيهم بعض القروش..
وعلى الرغم من قباحتها إلا أنّني كنتُ أجدها جميلة في منامي .. فمحيّاها كان يبتسمُ لي وبابتسامتها كنتُ أراها ساحرة على عكسِ ما رأيتها ذات شتاءٍ ولّى.. في منامي هي تكونُ رائعة في ضحكتها ، وفي هدوئها ، وفي حديثها ، والخجل يأكلُ قطعةً مِنْ محيّاها ، ولكنّها كانتْ في المنام تسألني هل تراني الآن قبيحة ؟ فكنتُ أردُّ عليها أنتِ رائعة الآن ، ولكنْ هيهات أنْ تكوني هكذا دائما ..
وكنتُ أتمتمُ في ذاتي طبعا لا يمكن تغيير شكل وجهكِ فستبقين هكذا وهي تضحكُ بكُلّ براءة ، وأنا أنهضُ مِنْ منامي مذعورا على صوتِ رصاصٍ هزّ المنطقة..