الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الضغوط تزداد على نتنياهو

نشر بتاريخ: 22/03/2015 ( آخر تحديث: 22/03/2015 الساعة: 14:38 )

الكاتب: سمير عباهرة

دخل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي منعطفا جديدا مع اعادة فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية وبات المرشح الاقوى لتشكيل حكومة اسرائيلية رغم بعض الصعوبات التي قد تعترض طريقه لحسابات حزبية تتعلق بعدد ونوعية الحقائب الوزارية التي قد تصرعليها بعض الاحزاب لكن في نهاية الامر سيتغلب نتنياهو على هذه المعضلة التي قد تواجهه فالتطرف اصبح السمة السائدة في لقاءهم المشترك لإخراج الحكومة الى حيز الوجود. الجديد في المشهد السياسي هو تراجع نتنياهو عن تهديداته التي اطلقها عشية الانتخابات بحرمان الشعب الفلسطيني من دولة مستقلة في حال فوزه وتشكيله للحكومة، ثم عاد وأكد عدم معارضته لاقامة دولة فلسطينية وقال :"لم أغير سياستي ولم أتراجع عن خطاب بار ايلان الذي دعوت فيه لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح لكن الواقع هو الذي تغير". وكان نتنياهو يضع شروطه للاعتراف بدولة فلسطينية مقابل اعتراف القيادة الفلسطينية بيهودية دولة اسرائيل.

بلا شك ان نتنياهو وقع في مأزق جديد وأصبح يواجه تحديات كثيرة من الصعب تجاوزها اذا استمر في سياساته القديمة والتي كانت سببا رئيسيا وراء الدعوة لانتخابات مبكرة. وتتمثل هذه التحديات في مجابهة مواقف الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الذين لا زالوا يعتبرون حل الدولتين هو افضل الحلول الممكنة والمقترحة، لكن نتنياهو اغلق الباب امام الجهود الامريكية والاوروبية الراغبة في انهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وكانت الولايات المتحدة تعول على بروز قوى سياسية اسرائيلية جديدة من خلال الانتخابات الاخيرة تكون مستعدة لتسوية في الشرق الاوسط إلا ان الخريطة السياسية الاسرائيلية بقيت على حالها، بعودة نتنياهو الى الواجهة السياسية اقوى مما كان بل ازدادت المواقف الاسرائيلية تطرفا.

الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين وجدوا انه من الصعب عليهم اقناع نتنياهو بالعودة الى طاولة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني والاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية، ولكنها تمتلك ومعها الاوروبيين كافة اوراق الحل وبالإمكان وضع نتنياهو تحت الضغوط حتى يستجيب لرغبات المجتمع الدولي.

الولايات المتحدة فجرت قنبلة من العيار الثقيل عندما اعلنت انها بصدد الاعتراف بدولة فلسطينية في مجلس الامن اذا بقي نتنياهو مصرا على رفض حل الدولتين، وكذلك كان الموقف البريطاني عندما اعلن نائب رئيس الوزراء ان رفض نتنياهو لحل الدولتين من الممكن ان يجعل بريطانيا تعترف بدولة فلسطين. وقد تبع الموقف الامريكي موقفا اخر عندما اعلن البيت الابيض ان الولايات المتحدة تعتزم "اعادة تقييم" دعمها الدبلوماسي لاسرائيل في الامم المتحدة بعد تشكيك نتنياهو بحل الدولتين. وانتهى الموقف الامريكي باتصال اجراه الرئيس الامريكي اوباما مع نتنياهو ابلغه اوباما بالتزام الولايات المتحدة بحل الدولتين.
امام هذه الضغوط الدولية اصبح نتنياهو امام خيارات محدودة وعليه الاستجابة لمطالب الاسرة الدولية حيث انه جزء من المجتمع الدولي وعليه الانصياع للقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية.

ربما يكون الموقف الاوروبي المتقدم على الموقف الامريكي فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو من حرك الموقف الامريكي واثر عليه باتجاه دفع المسيرة السلمية نحو الامام رغم ان الولايات المتحدة كانت تعهدت سابقا بإنهاء النزاع ولكن مماطلة اسرائيل حالت دون ذلك وبات الموقف يتطلب ضغوطا امريكية وأوروبية واخرى دولية على نتنياهو ولا فلا ننتظر ان يقدم نتنياهو الدولة الفلسطينية على طبق من ذهب للفلسطينيين.