السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رحل الرفيق عربي عواد : سنديانة اخرى تمضي

نشر بتاريخ: 23/03/2015 ( آخر تحديث: 23/03/2015 الساعة: 11:15 )

الكاتب: وليد العوض

السبت 21-3 -2015 ترجل الرفيق عربي عواد بصمت كما اعتاد خلال سنوات كفاحه السري الطويل في صفوف الحزب الشيوعي ، صبيحة السبت ومع اشراقة شمس خجلى تلسع اطرافها برود جبال عمان التي عرفته مناضلا ومطاردا وسجينا رحل القائد الشيوعي الكبير عربي عواد ابا الفهد ، رحل بهدوء كما اسلافه الشيوعيين دون ضجيج وصخب ، رحل ابا الفهد هذا الشيوعي العتيق المقدود من صخور جبال سلفيت ، رحل صاحب االعينين السوداويتين والجبين العريض المنيسط كسهول جنين، رحل بعد أن تركت سنوات النضال الشاق في كل مدينة وقرية ومخيم بصماتها في مسيرة كفاحه الطويل ، رحل بعد ان حفرت اقبية السجون وسياط الجلادين اخاديدها كخارطة الوطن على جسده الذي انهكته رحلة نضال طويل امتدت لعشرات السنين على مساحات الوطن وفي المنافي ، غادرنا بصمت ابا الفهد رفيق درب من غادرنا قبله سليمان النحاب ، وبشير البرغوثي ، وفؤاد رزق ، توفيق زياد ، اميل توما ، اميل حبيبي، معين بسيسو ، سمير البرقوني، عبدلله ابو العطا، عطالله رشماوي ، وليد اﻻغبر، خضر العالم ، احمد دحدول ، راجح السلفيتي ، اسحق الخطيب "محمود الرواغ .

مات اابو الفهد كمن سبقه من رفاقه الشيوعيين نظيف اليد طيب القلب ، رحل رفيق درب من تبقى على قيد االحياة من رفاقنا مناراتنا اﻻوائل الذي بهم نفتخر وتنحني لهم هاماتنا، رحل كما يرحل الشرفاء من ابناء الوطن تاركا خلفه سيرة نضالية نفتخر ونعتز بها نحن الشيوعيين الفلسطينين نعتز بها وقد تميزيت بالعطاء الثوري غير المحدود في وقت عز فيه العطاء ، مسيرة تميزت بزرع بذور قيم الحرية والديمقراطية والعدالة اﻻجتماعية والتضامن اﻻممي ، مسيرة طويلة امتازت بروح الكفاح الباسل لتلك السنديانات التي شمخت بإباء وزرعت فينا روح اﻻنحياز للفكر التقدمي المستنير روح اﻻنتماء والتتضحية بغير حدود في مواجهة اﻻحتلال ومن أجل الوطن وحريته واستقلاله وفي الدفاع عن  العمال والفلاحين والفقراء كما زرعت فينا روح اﻻنحياز لحقوق المرأة وحقها في المساوة .

رحل ابو الفهد بعد ان كتب مع رفاقه الشيوعيين الفلسطينين واﻻردنين قصيدة اﻻنتماء لهذا الفكر التقدمي الذي نحب كما كتب ورفاقه انشودة حب الوطن كتبها مطاردا متخفيا في جبال ووديان فلسطين تارة وفي اقبية السجون تارة اخرى ، رحل ابو الفهد رفيق الفكر رفيق النضال بعد عمر ناهز الثمانين عاما حافلة  بالنضال حتى لحظاتها اﻻخيرة ، رحل ونحن نحبه رغم اننا اختلفنا ولم نكن نرغب بذلك لكنها الحياة فيها من التوافق واﻻختلاف الكثير ، رحل عربي عواد عنا كما يفعل الشيوعيين بصمت ورباطة جأش ينسحبون بهدوء أحياء وأموات ، ها هو الرفيق عربي عواد قد رحل ملتحقا برفاقه ومن حقه علينا نحن الذين نغترف من يبئر. حفره ورفاقه بأظافرهم ما يسعفنا على مواصلة مسيرة الكفاح التي كتبوا صفحاتها اﻻولى بعرقهم ودمهم . ابو الفهد الذي رحل التقيته وانا في عشرينات العمر مرات قليلة في بيروت في اوقات حرجه فقد كان حانيا لكنه كان حاد البصر والبصيرة، اكتب هذه الكلمات وفاء في رحليه واعرف ان هناك من الرفاق الذين عايشوه يمكنهم قول الكثير فنحن علينا اﻻ نكون أقل وفاءا من اﻻخرين حتى لو اختلفنا فالخلاف في الرأي ﻻ يفسد في الود قضية .