الكاتب: عاشق ابو ذر
سيدي ومولاي صحابي رسول الله .. أبي ذر الغفاري "رضي الله عنه"
يطيب لنا أن نحيي مقامكم الجليل، بالرحمة والترضي والغفران، ومن خلالكم من يقرأ ما هو آت، فالسلام عليكم، وعلى من يرد فيقول؛ وعليكم السلام، لنزيد في قولنا ورحمة الله وبركاته، وبعد ..
نتوجه إليكم بالإحساس العام، احتياجا وتأسيا، في غمرة ضائقة فلسطينية، لا متسع فيها إلا للشكوى، قبيل الاستئناس تطمينا وتصبيرا، بحديث صاحبكم ونبينا العربي الأممي البار، محمد بن عبد الله، عليه الأتمان الأكملان، منهما بالصلاة والتسليم، حول العدالة الاجتماعية، في معنى قوله الشريف، "الناس شركاء في ثلاث؛ في الماء والكلأ والنار"، وذلك بعد أن طابقت فينا الآن، أضيق أساور العسرة، أرق المعاصم عودا.
ونفيد مقامكم الجليل، بعد أن ذهب الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وتركوا وراءهم من لا يسألون الناس إلحافا، بأن الرائحة المفضلة لعموم شعبنا في الداخل والشتات، لا زالت هي رائحة الخبر، في ظل انقطاع الرواتب وإفراغ قيمة المناصب .. فيما بقي طعم الملح هو الأشهى، لألسنة الفقراء منهم، وما أكثر أمثالنا وإياهم، سعيا إلى النجاة فالحياة.
ونحيط حضرتكم الزاهدة إلا في كل خير، بأن حالنا الفلسطيني بات يضيق يوما بعد يوم، لأسباب لها علاقة بالمواقف، وما أُسري بصاحبكم ورسولنا الأكرم إليه، وما عُرج به منه إلى السماء، التي هي القدس .. أما عن إلهام ومبعث صبرنا في ذلك، فهو ما صبركم الله عليه، وقد قيل في حقكم العاطر ما ترق له القلوب، وتبكي عند تفكره المآقي، "يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده".
ونشير لرفقتكم المباركة، لنبي العالمين، بأن الأصل قد غاب عن الأشياء، وبات ظاهرها لا يعكس باطنها، في ذروة المعكوس الذي لا نعرف، بتقييد الحاجات المشاعة، والتمنن علينا بحق الحياة، على قاعدة تنصل معظم أنواع القوى السياسية الإسرائيلية، من اتفاقيات وعهود وقعناها معهم، ومغالاتهم في المطالبة بيهودية الدولة، وعدم وفائهم بأية التزامات، منذ أن قضى منهم، السموأل بن عادياء وفيا، رغم أنه قد مات على دينه يهوديا، تضرب بوفائه العرب الأمثال .. إذ لا سمؤال الآن في تل أبيب.
ونلفت عناية مقامكم الرشيد، ونحن على أبواب القمة العربية، بأننا لا زلنا نستمرأ الأمل الذي لا شفاء لأي فلسطيني منه، تمنيا في تفعيل شبكة الأمان المالية العربية، سيما وأننا كنا أول من قرأ فنجان الأمة، فاستبق الحسنى بيده ولسانه وقلبه، طيلة السنوات الخمس الماضية، بعدم التدخل في الشأن العربي الداخلي، وكان ذلك مشفوعا بدعوة لأخوتنا العرب من الأرض التي باركها الله، بأن ينفعهم بما هم أهل له، وأن ينفع شعبنا الفلسطيني بهم.
ونختم في إشارة لواقع منفصل ولكنه متصل، لرفعة منزلتكم، التي قال فيها الرسول الأعظم "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر"، بأن الأبواب قد استحكمت بأقفالها، ونامت الرجال حتى استسلمت لأفعال أشقيائها، وتعطلت الحواس جميعا، سمعا ونطقا وبصرا، حتى بادت بأمتنا بعد أن سادت، وطابق في حالنا قول الله، صم بكم عمي فهم لا يرجعون .. هذا مختصر لما جرى، كما يؤسفنا أن نزيدكم بأنه؛ قد أخذتنا العزة بالإثم فآثر بعضنا الردة.