الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مشروع امريكي اوروبي يتبلور في مجلس الامن

نشر بتاريخ: 26/03/2015 ( آخر تحديث: 26/03/2015 الساعة: 10:17 )

الكاتب: سمير عباهرة

تبحث الولايات المتحدة وحلفاءها عن صيغة تكون مقبولة لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإحياء عملية السلام ،بعد ان فرضت بعض المتغيرات نفسها على هذه العملية في الشرق الاوسط دفعت بالولايات المتحدة للتحرك سريعا لتطويق الانهيار التام الذي بات يهدد عملية التسوية، وذلك بعد تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول معارضته لقيام دولة فلسطينية، اضافة الى الموقف الفلسطيني بالتوجه الى مجلس الامن لتدويل القضية وكذلك الى محكمة الجنايات الدولية وأخيرا القرارات التي اتخذها المجلس المركزي الفلسطيني وأهمها وقف التنسيق الامني مع اسرائيل. هذه المتغيرات دفعت بالولايات المتحدة للتحرك جديا لوضع حد للاتهامات المتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تمهيدا لطرح حلول من اجل انهاء النزاع الدائر بين الطرفين. وتدرك الولايات المتحدة ان العودة الى المفاوضات بمعطياتها السابقة طريق محفوف بالمخاطر لا يمكن ان يؤدي الى نتائج ايجابية ترضي الطرفين بعد تجربة طويلة من المفاوضات لم تحقق شيء يذكر سوى مزيدا من الخلافات.

فشل المفاوضات في التوصل الى تسوية يعني البحث عن خيارات وبدائل اخرى وعلى ما يبدو ان الولايات المتحدة بدأت تقر بذلك وبأنه يجب ان تكون هناك نهاية للعملية التي بدأت منذ ما يزيد عن ربع قرن حيث لا يمكن ان تبقى هناك مفاوضات الى الأبد وبدأت الولايات المتحدة على اثرها تقر بان هناك خلافات سياسية مع اسرائيل حول عملية السلام تتعلق بكيفية حل الصراع حيث رأت الولايات المتحدة ان عدم التوصل الى حل لهذا الصراع سيكون له تبعات على كبيرة على البلدين وعلى المنطقة بأسرها.

الولايات المتحدة كانت قد عارضت المشروع الفلسطيني في مجلس الامن والقاضي بتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال يصار بعدها لاعتراف دولي بدولة فلسطينية فيما لو فشلت المفاوضات في ذلك وعلى ما يبدو ان الولايات المتحدة بدأت تقتنع بالطرح الفلسطيني بتدويل القضية الفلسطينية لكن دون تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال ، وهذه الرؤية الامريكية تتطابق مع المشروع الذي كانت تستعد فرنسا لطرحه كبديل للمشروع الفلسطيني في مجلس الامن والذي عارضته الولايات المتحدة في حينه ايضا.

الولايات المتحدة على ما يبدو انها اعطت الضوء لفرنسا لطرح مشروعها على مجلس الامن وذلك بالتعاون مع الدول الاوروبية الاخرى مع الاشارة الى مكونات الحل الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين على اساس حدود الرابع من حزيران عام 67 وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مع تبادل محتمل للأراضي بين الجانبين، لكن المشروع ربما يخلو من تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

تدويل القضية الفلسطينية وطرحها في مجلس الامن يعتبر افضل الحلول وأكثرها موضوعية بعد فشل المفاوضات الثنائية وبعد رفض الجانب الفلسطيني للعودة الى المفاوضات بدون تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال، كما ان تدويل القضية سيقطع الطريق امام نتنياهو في مواصلة سياسة التعنت والابتزاز حين يدرك انه بات الان في مواجهة المجتمع الدولي كاملا وليس في مواجهة الفلسطينيين منفردين ، وبات المطلوب منه ان ينصاع لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وإلا فعليه تحمل تبعات سياسته هذه، كما ان الولايات المتحدة تهدف الى منع الفلسطينيين ملاحقة الاسرائيليين في محكمة الجنايات الدولية وتقديم الشكاوى بحقهم.

رفع الغطاء الامريكي عن اسرائيل يشكل بداية الحل حينما يدرك نتنياهو انه لم تعد له هناك حماية في مجلس الامن ولا يوجد هناك من هو معني باستخدام حق النقض الفيتو في مواجهة اي قرار يدين اسرائيل ويتستر على سياستها، وبعدها فان الادارة الامريكية مطالبة باستكمال ما بدأته.