نشر بتاريخ: 29/03/2015 ( آخر تحديث: 29/03/2015 الساعة: 09:46 )
الكاتب: عماد توفيق عفانة
بالحديد والنار بدأت المملكة السعودية رسم دورها الاقليمي الجديد في المنطقة، وبتحالف عربي مفاجئ وغير مسبوق بدأت المملكة رسم حدود العلاقة بينها وبين بين إيران عبر التعامل الحازم مع حلفائهم الحوثيين.
وبات مستقبل المملكة على مفترق طرق:
اما ان تنجح حملتها العسكرية فتعزز مكانتها كزعيمة فعلية للدول العربية وهي في اغلبها سنية ببعدها الطائفي، في مواجهة التوسع الامبراطوري لإيران – الشيعية ببعدها الطائفي - خصوصا بعدما اطبقت قبضتها على كل من العراق وسوريا ولبنان وتحاول ذلك في البحرين.
وإما ان تفشل حملتها العسكرية ما سيضعف قدرتها على المحافظة على هذا التحالف فضلا عن اضعاف قدرتها على تشكيل تحالفات عربية مشابهة في المستقبل.
إن التعويل السعودي الكبير على القوة المصرية لمساندة دورها كدولة ذات ثقل استراتيجي في المنطقة فيه مخاطرة كبيرة، نظرا للمصالح المتعارضة بين المملكة السعودية وبين مصر التي تسعى لاحتلال ذات الموقع الذي تسعى اليه المملكة السعودية في المنطقة.
إن فشل التحالف العربي في تحقيق اهدافه المتمثلة بإعادة الاستقرار والنفوذ السعودي إلى اليمن عبر اعادة حليفها الرئيس عبد ربه منصور هادي الى مكانته وإجبار الحوثيين على الخضوع لخيار التفاوض بالشروط السعودية لا شك سيشجع ايران على التمادي في توسعها الامبراطوري على حساب مصالح وحدود مختلف الدول العربية.
كما ان من المخاطر التي تحيط بالتحالف العربي التي تقوده المملكة السعودية امكانية تخلي الولايات المتحدة عن دورها المأمول سعوديا في دعم تحالفها العسكري لوجستيا وعسكريا، بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والغرب المتوقع بعد عدة ايام.
ان امتناع التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية عن الترويج او التهيئة او حتى التلويح بإمكانية التدخل البري في اليمن، يشجع الحوثيين من جانبهم للقيام بمبادرات للتقدم البري باتجاه الحدود السعودية كأحد الوسائل الفاعلة للتغلب على قوة النيران الجوية للتحالف العربي، عبر العمل على التحام الصفوف على الارض ما يصعب عمليا على القوات الجوية التدخل الناري.
إن السرعة السعودية اللافتة في تشكيل التحالف العربي يثير كثير من الشكوك حول فعاليته واستمراره في ظل استمرار تقدم مقاتلي الحوثي صوب عدن، خصوصا بعد النفي الباكستاني للتصريحات السعودية بأنها جزء من التحالف الذي لم تشارك فيه عدد من الدول العربية مثل تونس والجزائر وعمان.
ان تزعم السعودية الروحي للعالم الإسلامي بما تحتويه من مشاعر مقدسة، بات محل اختبار، اذا نالت الطلائع الايرانية المقاتلة –الحوثيون- من القوات السعودية المقاتلة ومن معها من التحالف العربي، او نجحت في ايقاع ضربات مؤثرة بها، الأمر الذي قد ينال من المكانة السياسية والاستراتيجية للملكة في المنطقة كأكبر حليف لأمريكا، والمزود الرئيس بالنفط الرخيص لها في المنطقة.
لذا ينصح الخبراء المملكة بالعمل على احياء امكانات التفاوض والحوار مع ايران والحوثيين بذات النسبة التي تعمل بها على الحسم العسكري مع الحوثيين على الارض تحسبا من الانتكاسات التي قد تنال من المملكة السعودية وارضها قبل مكانتها ودورها.