السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاترامادول "الترومال"

نشر بتاريخ: 30/03/2015 ( آخر تحديث: 30/03/2015 الساعة: 11:29 )

الكاتب: رامي مهداوي

وصلتني هذه الرسالة من صديق يعيش بغزة يريد تسليط الضوء على قضية منتشرة بطريقة قاتلة، أضع بين يديكم هذه الرسالة: يعيش سكان قطاع غزة الموت البطيء يومياً نتيجة تناول حبوب الاترامادول التي يقبل عليها السكان بكافة أعمارهم ذكورا وإناثا، و ومادة الاترامادول (الترومال) هي حبوب مسكنة تستخدم في تسكين الالام الناتجة من العمليات الجراحية الكبري حيث لا تستخدم لأكثر من ثلاث جرعات خوفاً من الادمان ولا يصرف إلا بإشراف طبي ويختلف الاترومال الموجود بالصيدليات عن الموجود في السوق حيث لا يعرف مكان التصنيع ولا المادة المصنوع منها وهي مادة مخدرة شديدة.

ويرجع تاريخ المشكلة مند تولي حركة حماس زمام الأمور في قطاع غزة وفتح الأنفاق بين جمهورية مصر العربية وقطاع غزة وعمليات التهريب اليومي حيث بدا التعرف على هذه الحبوب المخدرة أتناء العمل الشاق لحفر الأنفاق حتى يتمكن الشباب من الصمود في هذا العمل الشاق الذي يكون تحت الأرض لحفر مسافات طويلة وسحب البضائع، ثم تطور الي عملية ادمان وزيادة في الكمية المتناوله حيث ان في البداية يتناول الشخص جرعه صغيرة ومن ثم يتم زيادة الجرعه حتى يصل الي أكثر من 5000 مل قرام في اليوم الواحد وتم استخدام الاترامادول في علاج المضاعفات الجنسية وللسهر اوقات الامتحانات وهذا زاد من الاستخدام عند الشباب والفتيات.

ويقول اسماعيل وهو احد ضحايا الترومال انني كنت في احدى حفلات الأعراس فقال لي صاحبي خذ هذه الحبة وكنت اعرفها واسمع عنها فتناولتها حتى انبسط وأشعر بالمتعه وقمت ارقص ولا اشعر بنفسي من هنا بدأت القصة وثاني يوم طلبت من صديقي حبه فأعطاني وكان يعمل بالأنفاق في مدينة رفح؛ وقال لي ان صاحب النفق يعطيه كل يوم حتى يستطيع العمل وقمت بالعمل بالأنفاق فأصبحت لا استطيع الاستغناء عنه، حتى قمت بعملية البيع والتجارة منه ففي احد الايام تم القبض علي من مكافحة المخدرات وتم تعذيبي والطلب مني بتسليم 3 اشخاص اعرفهم فاضطررت ان ابيع صاحبي حتى يتم القبض عليه وعملت انا وصديقي مرشدين مع المكافحة .

الطريقة التي بدأت لمكافحة الاترومال كانت خاطئة حيث كان يتم القبض على الشخص وخروجه بكفاله مالية فما كان من التجار إلا أن يكون قد جهز بجيبة 4000 شيكل التي كان يجمعها بنفس اليوم مرابح وعند القبض عليه يقوم بدفعها والخروج مما ساعد على الانتشار السريع لان ربحه سريع وكانت عملية الترويج له بالحفلات والجامعات والمدارس.

ناقوس الخطر : عندما قامت القوات المسلحة المصرية بهدم الأنفاق وقلت كميات الحبوب وبلغ سعر الحبة الواحدة 20 شيكل فكانت الكارثة في أعداد الشباب والفتيات التي تقع وينتابها حاله صرع وتشنجات فبلغ عدد الحالات اليومية كبيرة من الفتيات والفتية في المستشفيات الذين يتلقون علاج للتخفيف من حدة الإدمان على العقار الخطير، مما اطرت بعض المؤسسات الأهلية لفتح مستشفيات لمعالجة المدمنين على الاترومال وبسبب العادات والتقاليد يرفض الأهالي إرسال أبناءهم وبناتهم إلي مثل هذه المستشفيات، مما أدي إلي زيادة السرقات وحالات القتل وغيره من الحالات التي لم نعتاد عليها في مجتمع محافظ مثل قطاع غزة.

وللخروج من هذه المصيبة التي احلت بأهلنا في قطاع غزة، يجب اولا ان يتم التعامل من قبل وحدة مكافحة المخدرات التابعه للشرطة الفلسطينية بغزة الى ترك اسلوبها الخاطئ المتمثل في عمل المندوبين الذين يعتبرون المروجين لهده الحبوب ويتسترون تحت ظلهم والبحث عن كيفيه الحد من تدفق الحبوب التي كان بالسابق مصدرها مصر واليوم مصدرها مجهول عند الناس. ولكن معلوم لديهم ومحاولة معالجة المدمنين في مستشفيات خاصة وتقع المسؤولية الأخرى على الحكومة الفلسطينية التي يقع علي عاتقها خلق مستقبل واعد للشباب بدل من المناكفات، وترك غزة تغرق في ظلام اكبر من ظلام انقطاع الكهرباء، فالشباب يموت يومياً يعيش بلا انتماء لأسرهم، ولا لمجتمعهم فما بالكم بوطنهم الذي تخلي عنهم يوما فهل ننتظر الي مصيبة اكبر في مجتمع اصبح نصف مجتمعه مخدر لا يعي ما بحوله ام ان القضية مقصودة .

فالحلول موجودة وتحتاج الي تكاتف جهود وقرار جرئ ومعاقبة المسئولين عن ترويج هذه الحبوب ليرجع الانسان في غزة الى حياته المعتادة دون مخدر فمخدر الحياة السياسية تكفي عن كل شي.