الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سبب استقالة د محمد مصطفى

نشر بتاريخ: 31/03/2015 ( آخر تحديث: 31/03/2015 الساعة: 21:30 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

لم يحدث صداما حادا مع رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله يؤدي الى استقالة الدكتور محمد مصطفى من مناصبه ، كما لن تجد الصحافة قصة مخفية مليئة بالاثارة والاكشن أدّت الى هذا ، وانما هو الاختلاف في الطباع وفي اسلوب العمل بين الرجلين أدّى الى الفراق .
رئيس الوزراء من اتباع مدرسة سياسية اقتصادية معينة ، ونائبه محمد مصطفى من اتباع مدرسة ثانية مختلفة تماما ، انه الخلاف الذي لا يمكن تغطيته بأدب الرجلين ودماثة خلقهما ، وكان حتما سيؤدي الى لحظة الطلاق ... وقد لاحظنا في الاسابيع الثلاثة الاولى لتكليف الحمد الله برئاسة الوزراء قبل عام ونصف كيف قدّم استقالته من المنصب بسبب الاختلاف في اسلوب العمل بينه وبين نائبيه د زياد ابو عمرو ود محمد مصطفى .

كان اسم محمد مصطفى مطروحا على قائمة الاختيار كرئيس وزراء ، وكذلك ابو عمرو ، ولكن " ميزان الذهب " عند القيادة ادى الى اختيار الحمد الله كرجل اكاديمي واداري وسياسي وليس هما .

في اجتماع مجلس الوزراء قدّم محمد مصطفى استقالته امام الوزراء ، ومن دون سبب واحد محدد ، وفي الحقيقة ان رئيس الوزراء فوجئ بها ولم يكن يتوقعها ، ولكنه وافق عليها فورا بعد ان حاول منعه بالكلام الطيب والترغيب والمجاملات وانه يريده ان يبقى ، وامام اصرار الدكتور مصطفى وافق الحمد الله على الاستقالة و" طار بها " الى المقاطعة لعرضها وعرض موافقته عليها امام الرئيس .
ولان الدكتور محمد مصطفى رئيس صندوق الاستثمار تربطه علاقة ثقة كبيرة مع الرئيس ، بدا واضحا انه لم يقدم الاستقالة الا بعد ان استشار الرئيس واخذ موافقته عليها ، وعلى ما يبدو فان الرئيس سيوافق على الاستقالة لتبدأ الخطوة التالية .

الخطوة التالية ان رئيس الوزراء طلب اربع مرات من الرئيس اجراء تعديل وزاري على حكومته ، ولكن الرئيس وفي كل مرة رد عليه ان الظرف غير مناسب ، تارة في شهر ايلول الماضي حين كانت اجتماعات الهيئة العامة للامم المتحدة ومرة ثانية في فترة اعياد الميلاد المجيد واخرى في فترة مؤتمر اعادة اعمار غزة ومرة رابعة الان .

الحمد الله لم يكل من طلب التعديل الوزاري من الرئيس ، والرئيس لم يمنع ولكنه طلب " التوقيت المناسب " ، ويرى ان الحمد الله حظي بفرصة كهذه قبل اشهر وليس من المناسب اجراء تعديل كل عدة أشهر . لان هذا سيرهق الخيول والميزانية والنفسية ويفتح شهية الطوابير الطويلة التي تقف على باب الاستوزار " اللذيذ " .
العبرة من كل ما حدث ، ان الاسماء ليست مهمة ، وانما طرائق العمل وخطط التطوير ، وهذا ما يجب التركيز عليه في كل مرة .
لا تقل لي من أنت ، قل لي ماذا لديك .