الكاتب: ناصر دمج
متلازمة الأخطاء الشائعة المتعلقة بحالة الأسرى والاسرى العرب وغير ذلك
تنحدر هذه المعضلة بنص الخطاب الإعلامي والثقافي والتوثيقي الفلسطيني لمنزلة المتلازمة المرضية المزمنة، حيث عجزت لغاية الآن محاولات تفسير تمسك البعض بالخطأ والإعراض عن الصواب رغم وضوحه التام أمامهم، حيث يتداول أصحاب الاختصاص، وكذلك مؤسساتنا الإعلامية العديد من الأخطاء الشائعة بما فيها أخطاء (معلوماتية تاريخية ولغوية وقانونية خطيرة)، تمس صميم موضوع الأسرى الفلسطينيين والعرب وغير ذلك، من هنا تبرز ضرورة المبادرة إلى تصويب تلك الأخطاء من خلال التعريف بها أولاً وعرض البدائل الأسلم لها ثانياً، وتصويب الأخطاء ينقي النص من الفهم المشوش له، لأنه وبعد مرور فترة من الزمن سيحل الخطأ محل الصواب، لصعوبة تعديل الخطأ، ويعد هذا الأمر الموطن الأصلي للقول العربي الشائع والخاطئ في الوقت نفسه، (خطأ شائع أفضل من صحيح مجهول أو متروك) وهذا القول لا يناسب الموضوع الذي نتحدث عنه لأنه يعد موضوعاً حديث العهد وما زلنا نعيش ظروفه ويومياته، وبالتالي تصويب الأخطاء يعتبر جزء من التسجيل السليم للوقائع، وهذا يكفل لنا إيصال رسالتنا الإعلامية والثقافية بشكل سليم وأقرب ما تكون لما نريد.
لأن تلك الأخطاء تتسبب في إضافة أخطاء غير متوقعة من شأنها أن تثير الشكوك حول رسالة المنتج الإعلامي أو الثقافي، سواء كان منتجه فرداً أو مؤسسة، كما يُسهم تصويب تلك الأخطاء في مساعي تطوير الخطاب التحليلي لظاهرة الأسرى الفلسطينيين والعرب، ووصف حالتهم بنص خال من الأخطاء، التي تفسد مساعي التعريف بموضوعهم، ويخدم المعرفة السليمة وغير المشوشة أو الملوثة بالأخطاء، كما يُسهم في ضبط إيقاع التفكير، وإبعاده عن الفوضى المعرفية والشتات الذهني، ولوسائل الإعلام المختلفة دوراً مهماً بل ريادياً في هذا المسعى، وذلك من خلال مدخلين مهمين، وهما:
الأول: أن يلتزم الإعلام نفسه بسلامة التعبير، ومراعاة قوة حضور اللغة وسلامة لفظ المصطلحات والمفردات، وتوخي الاستخدام الصارم لعلامات الترقيم، وعدم التراخي في ذلك لأنها جزء أصيل من عملية الكتابة؛ والتأكد من سلامة وصحة المعلومات التاريخية التي يتم عرضها قبل عرضها.
الثاني: الحث التلقائي الكامن في برامجه المدققة والمتتالية، والتي ستنتج تصويب منظم للأخطاء الشائعة، بعد عرض بديلها الموثوق.
ومن تلك الأخطاء ما يلي:
1- استخدام مصطلحي (سجن و سجون) عند الإشارة للأماكن التي يحتجز فيها الأسرى الفلسطينيين والعرب والأسيرات، ويعتبر هذا الأمر أحد أفدح الأخطاء السياسية والقانونية التي يمارسها أصحاب الاختصاص والإعلاميون بحق مهنتهم، ولم يعد هذا الأمر خطأ سياسياً وقانونياً بعد الاعتراف بفلسطين كدولة غير مكتملة العضوية في هيئة الأمم المتحدة، بل قبل ذلك بكثير.
وذلك استناداً لتفسير مفاهيم (أسير الحرب ومكان احتجازه، والسجين ومكان احتجازه)، وكيف يكتسب مكان الاحتجاز صفته القانونية والاصطلاحية من هوية الإنسان القابع فيه وليس العكس؛ حيث أن الأسير:
"هو المأخوذ في الحرب. وجمعها أُسَراء، وأُسارَى، وأسْرَى، وفقاً لمعجم لسان العرب، وبالعبرية تلفظ كما هي في العربية (אָסיר: وتعني سجين أو أسير أو معتقل) والأسير العربي أو الفلسطيني هو: كل عربي أو فلسطيني تم اعتقاله من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948م إلى الآن".
أما أسير الحرب:
"فهو المحارب أو المقاتل الذي يحمل السلاح جهراً وعلناً ضد الدولة المعتدية على وطنه، وعند إلقاء القبض عليه متلبساً أو مشتبهاً، سواء كان جندياً نظامياً أو مقاتلاً في تشكيل عصابي مسلح، فلا يجوز التحقيق معه أو محاكمته أو نقله إلى أراضي الدولة القائمة بالاحتلال؛ لأنه يحمل صفة أسير حرب Prisoners of War وهذا ما ينطبق على الأسرى الفلسطينيين والعرب كافة".
أما المعتقل:
"فهو المكان الذي يحتجز فيه الأسير الفلسطيني، ويسمى بلغة مصلحة المعتقلات الإسرائيلية (بيت سوهر- בֵית-סוהָר)، والمعتقل يختلف عن (السجن) اختلافاً جوهرياً وقانونياً كمكان لحجز الإنسان وكتم حريته، وذلك يتحدد تبعاً لمسبب وجود هذا الإنسان في مكان حجزه، فالمعتقل يكتسب اسمه وصفته من هوية الناس المتواجدين فيه، فإذا كانوا مناضلين ومقاتلين وجنوداً نظاميين فهم أسرى حرب، ومكان احتجازهم يسمى معتقل وليس سجناً، وهذا الأمر ينطبق على الأسرى الفلسطينيين كافة".
2- استخدام جملة (الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة) كوصف موحد لظاهرة الأسرى الفلسطينيين أينما وجب استخدامها.
3- استخدام مصطلح (انتفاضة الحجارة) أو (الانتفاضة الوطنية الكبرى عام 1987م) بدل مصطلح الانتفاضة الأولى، لأن الانتفاضة الأولى في التاريخ الفلسطيني كانت ضد الاستعمار الانجليزي والاستيطان اليهودي؛ وهي انتفاضة القدس الأولى أو ما عُرِفَ تاريخيًّا بانتفاضةِ موسمِ النّبي موسى التي بدأت أحداثها يوم 4 نيسان 1920م.
4- لفظ الأسماء العبرية، بالعربية كما هي (بالعبرية) وعكس ذلك من الممكن أن يتسبب بلفظ كلمات بديلة للكلمة الأصلية، مثال على ذلك اسم معتقل (ريمون)، حيث تتم كتابته من قبل العديد من المراكز المعنية بموضوع الأسرى على النحو التالي: (رامون، رمون) وهذا يتسبب بنقل موقع المعتقل - في ذهن القارئ- من صحراء النقب إلى جوار بلدة (رمون) قضاء رام الله، وسيحدث ذلك التباس لدى المتلقي الفلسطيني في الداخل والمهجر، والتسبب في عملية توثيق مغايرة للواقع والحقيقة.
5- عدم استخدام (الـ) التعريف العربية مع (الـ) العبرية؛ على سبيل المثال عند كتابة أو لفظ كلمتي (معتقل هشارون) لا تجوز كتابته هكذا (معتقل الهشارون)، أي استخدام (الـ) العربية وبعدها (الـ) العبرية وهي هنا (ه) كما علينا أن نقوم بنقل الأسماء والأعلام باللغة العبرية أو غيرها من اللغات إلى العربية كما هي مكتوبة باللغة الأم، على نحو (شوتير- سجان) أو (سهير - حارس) والهدف من هذا أن تصبح الكلمة أكثر ألفة لدى المستمع العربي، وهي محاولة تنسجم مع دعوة مجمع اللغة العربية لوضع قواعد عملية (ترانسليتيريشين transliteration) أي لفظ وكتابة كلمات لغة ما بحروف لغة أخرى كما هي في اللغة الأم.
ومن المفيد هنا أيضاً العلم بأنه لا يجوز استخدام (الـ) مع كلمتي غير و جعل، من قبل محرري النصوص، وعندما نصادفهما داخل النص تكتبان كما يلي: (ممارسات الاحتلال بحق عمالنا الغير إنسانية) والصحيح (ممارسات الاحتلال غير الإنسانية) (وغايته الجعل منها)، والصحيح (غايته أن يجعل منها) .
6- تسجيل المعلومات التاريخية سواء (الوقائع أو التواريخ) بشكل سليم، حيث وجدت العديد من الأخطاء القاتلة في منتج أحد المراكز المتخصصة بموضوع الأسرى، فمثلاً ورد على لسان الأسير المحرر (جمال أبو الرب) في ملخص تجربته التي سجلها له المركز المذكور، والمنشورة على صفحة المركز الالكترونية في السطرين رقم (23 و 24) ما يلي:
أ- "وفور خروجه من السجن استمر في نشاطه ومع مطلع التسعينات قام مع مجموهة اخرى من النشطاء بتشكيل مجموعات الفهد الاسود التابعة لحركة فتح ومن ضمنهم الاسير احمد العوض والتي حققت النجاحات الكبيرة وخلقت حالة متميزة وفريدة في مقارعة الاحتلال واعوانه ، وعلى ذلك بقي مطاردا لقوات الاحتلال ،وبتاريخ 15-1-1991 ،وبنفس اليوم الذي اغتالت فيد اسرائيل القادة الثلاث كمال ناصر وكمال عدوان وابو يوسف النجار". (انتهى الاقتباس بدون تصرف) (المصدر – يمكن قراءة نص المقابلة المقصودة على الرابط التالي http://www.aj-museum.alquds.edu/ar)
والخطأ هنا (إملائي ولغوي وتاريخي) حيث أخطأ المركز في تحديد يوم اغتيال القادة الثلاثة (كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار) الذين تم اغتيالهم بتاريخ 3 نيسان 1973م كما هو معروف، أما القادة الثلاثة الذين قصدهم المركز المذكور فهم (صلاح خلف، هايل عبد الحميد، فخري العمري) ولو ذكر المركز أسماء هؤلاء القادة لأخطأ من جديد لماذا ؟؟ لأنه لم يتم اغتيالهم في اليوم المشار إليه في المقابلة وهو (15-1-1991) - حسب طريقة كتابة التاريخ في المقابلة المنشورة على صفحة المركز - لأن اغتيالهم تم يوم (14 كانون الثاني 1991م) وهذا يعني بأن المركز المذكورة غير ملم بألف باء التاريخ الفلسطيني، والغريب إن هذا المركز يقدم نفسه للناس كجهة اختصاص في موضوع التوثيق !!
ب- أما النموذج الثاني من أخطاء هذا المركز؛ فقد ورد في معرض توثيقه لتجربة الأسير المحرر (جمال ربايعة) والمنشورة على موقعه الالكتروني في السطر رقم (36) ما يلي: " في نهاية العام 1978 وبداية 1979 نقلت الى سجن طولكرم مع مجموعة ما يقارب ال 80 اسيرا ، وكان هذا السجن سيء فهو تحت الارض ونسبة الرطوبة عالية جداً". (انتهى الاقتباس بدون تصرف) (المصدر – يمكن قراءة نص المقابلة المقصودة على الرابط التالي http://www.aj-museum.alquds.edu/ar)
ومن المعروف للجميع بأن عملية النقل الشهيرة من معتقل بئر السبع إلى معتقل طولكرم تمت مساء يوم 11 آذار 1978م وهو اليوم الذي أحرق فيه الأسرى معتقل بئر السبع ضمن أحداث ما عرف لاحقاً بإضراب الحريق، وهو اليوم نفسه الذي نفذت فيه عملية الساحل، فجاء النقل كردة فعل على العملية وعلى الحريق في آن واحد وذلك لاعتقاد إسرائيل حينها بأن الأسرى نفذوا عملية حرق المعتقل لصرف أنظار الجيش الإسرائيلي عن (منطقة الساحل) لتسهيل عملية مجموعة دلال المغربي، وهذا ما صرح به (حاييم ليفي) مدير مصلحة المعتقلات الإسرائيلية في تلك الفترة للإعلام الإسرائيلي.
كل ذلك يدفعنا للتدقيق في النص لأهمية الحدث الذي يوثقه، لأنه من غير المعقول أيضاً أن نؤرخ لعملية نقل بدأت في عام وانتهت في العام الذي تلاه، عدا عن تغيير وقتها الحقيقي من شهر آذار من عام 1978م إلى شهر كانون الأول من العام نفسه، فنعطي بذلك انطباع للقارئ بأن عملية النقل بدأت في نهاية شهر كانون الأول 1978م وانتهت في شهر كانون الثاني 1979م.
ت- وفي مقابلة الأسير المحرر (صالح ملايشة) المنشورة على موقع المركز المذكور السطر رقم (9) مكتوب ما يلي:
"فلم 21 ساعة في ميونخ والذي جسد عملية اختطاف فريق كرة القدم الإسرائيلي عام 1975، وكرد فعل على عرضه اعتقلت إسرائيل أكثر من 200 خلية فلسطينية تم تشكيلها فقط بمرحلة ما بعد الفلم". (انتهى الاقتباس بدون تصرف) (المصدر – يمكن قراءة نص المقابلة المقصودة على الرابط التالي http://www.aj-museum.alquds.edu/ar) علماً أن عملية ميونخ كما هو معروف حدثت بتاريخ 5 أيلول 1972م.
ث- وفي مقابلة الأسير (ثائر حلالحة) المنشورة على موقع المركز نفسه السطر رقم (15) تم ذكر أسمي الشهيدين (أسعد الشوا و بسام السمودي) على النحو التالي: "أسعد الشوامرة و بسام العمودي" علماً إن اسم الشهيد الأول هو "أسعد الشوا" والثاني "بسام السمودي". (انتهى الاقتباس بدون تصرف) (المصدر – يمكن قراءة نص المقابلة المقصودة على الرابط التالي http://www.aj-museum.alquds.edu/ar)
وهذا أمر يقود المتلقي إلى الاعتقاد بأن الشهيد الأول من خربة "دير العسل"، من خرب بلدة دورا قضاء الخليل، علماً إن هذا الشهيد من مواليد وسكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والاعتقاد بأن الشهيد الثاني سعودي الجنسية أو من بلد عربي أو على أقل تقدير من بلدة برقين قضاء جنين، وهو من مواليد وسكان بلدة اليامون قضاء جنين.
ح- وفي مقابلة الأسير المحرر (بدران جابر) المنشورة على موقع المركز نفسه السطر رقم (47) تم ذكر اسم الشهيد "بسام السمودي" على هذا النحو "علي الصمودي" (انتهى الاقتباس بدون تصرف) (المصدر – يمكن قراءة نص المقابلة المقصودة على الرابط التالي http://www.aj-museum.alquds.edu/ar)
ج- ومن أغرب ما قرأت في منشورات المركز المذكور، تعريف مديره لمصطلح (البرش) في كتابه المعنون (التجربة الديمقراطية للمعتقلين الفلسطينيين) حيث عرف مصطلح (البرش) في صفحة رقم (54) بأنه:
"عبارة عن بطانيات يتم طيها توضع على قطعة أسفنجية بسمك (1سم) لكي تشكل فراشاً للأسير".
وهذا ما لم يسبقه أحد إليه في تعريف البرش، لأن هذا التعريف ينطوي على مغالطة كبرى، ومنافية للحقيقة، فمن المعروف بأن البرش هو:
"فرشة من الإسفنج الخفيف ينام عليها الأسير داخل زنزانته، ويبلغ أقصى ارتفاع لها 6سم وطولها 180سم وعرضها 70 سم. حصل عليها الأسرى بعد خوضهم العديد من الإضرابات المفتوحة عن الطعام، وخاصة إضراب معتقل عسقلان في عام 1976م الذي حصل الأسرى بفضله على البرش".
وسنجد تعريف مطابق لهذا التعريف في (موسوعة تجارب الأسرى الفلسطينيين والعرب) صفحة رقم (61) وهي إحدى منشورات المركز الذي يديره صاحب كتاب (التجربة الديمقراطية للمعتقلين الفلسطينيين) يعني هذا بأن المركز المذكور قدم تعريفين متناقضين للمصطلح نفسه.
وسنجد تعريف مطابق للتعريف المبين في (موسوعة تجارب الأسرى الفلسطينيين والعرب) صفحة رقم (61)، في كتاب الأخ "جبريل الرجوب" المعنون بـ (نفحة يتحدث بعد ثلاثة وثلاثين عاماً) وكتب الأخ المناضل "فاضل يونس" (من وحي التجربة الاعتقالية) وكتاب الأخ المناضل "محمد القيسي" (الهواء المقنع) وهو عن مسيرة المرحوم أبو علي شاهين، كما وجدناه في السير الذاتية والنضالية للأسرى الفلسطينيين والعرب كافة.
وهذا أمر يثير ما هو أكبر من القلق حول الرسالة التي يحاول تمريرها - صانع ومروج هذا الخطأ - للمتلقي الفلسطيني والعربي، لأن هذا المركز يقدم نفسه للمجتمع الفلسطيني كمركز متخصص في موضوع الأسرى منذ عشرين عاماً تقريباً كما ذكرت.
7- مطلوب من المؤسسات المختصة بموضوع الأسرى، والمؤسسات الإعلامية المساهمة في تصويب الأخطاء المعلوماتية الشائعة قدر الإمكان لا مفاقمتها وتعزيزها.
مثلاً
أ- ذكر اسم (العلم – الشخص) بشكل صحيح واقرب ما يكون إلى كيفية كتابته في شهادة الميلاد وليس لما كما هو متداول لتجنب إحلال اللقب محل الاسم.
أمثلة رياض العمور الصحيح رياض لعمور
محمد الغلابين الصحيح محمد الغلبان (ويقصد بالخطأ الأول الإشارة إلى مجموع عائلة الغلبان وهو ليس اسمها الأصلي بطبيعة الحال، فسيشار بالبنان إلى الإعلامي الذي يتحرى الدقة في ذلك ومنح الأشياء وصفها الطبيعي)
فوزي القاوقجي الصحيح فوز الدين القاوقجي
داخل الخط الأخضر الصحيح خلف الخط الأخضر أو عبر الخط الأخضر
ديفيد بن ميمون الصحيح ديفيد ميمون
7- كتابة التواريخ الميلادية في عمليات التوثيق والتسجيل وفقاً للأتي: مثال (22 تشرين الأول 2013م) وليس (22- 11- 2013) أو (22/11/2013) وتجنب كتابة الأشهر بأسمائها الغربية، مثال شهر (8) يكتب (آب) وليس (أغسطس).
7- توخي الاستخدام الصارم لعلامات الترقيم، وعدم التراخي في استخدامها لأنها جزء أصيل من عملية الكتابة؛ والتأكد من سلامة وصحة المعلومات التاريخية التي يتم عرضها قبل عرضها، ما يساعد في الوصول إلى نص خالٍ من الأخطاء قدر المستطاع، ومن تلك العلامات ما يلي:
أولاً. النقطة (.): تُستخدَم للفصل بين جملتين، كل منهما تحتوي على فكرة مستقلة عن الأخرى.
ثانياً. الفاصلة (،): وهي من أهم علامات الترقيم والتنقيط في الكتابة، وتُستخدَم على النحو التالي:
أ- لتقسيم الجملة لعدة عناصر: (مثال) "في عام 1975م، اضرب أسرى معتقل عسقلان...".
ب - للفصل بين عناصر مختلفة متوازية مع وجود حرف العطف: (مثال) "ظهرت مشاكل جديدة أمام الأسرى، ولم يتمكنوا من التغلب عليها، وتمكنت من زعزعة موقفهم النضالي".
ت- تأتي الفاصلة دائماً قبل كلمة (أي) حينما تدل على أن ما يأتي بعدها يُفسِّر ما قبلها.
ث - الجُمل الاعتراضية التي تربطها بالنص علاقة قوية، وفي هذه الحالة نستخدم فصلتين بدلاً من واحدة: (مثال) " كان عيسى قراقع، باعتباره رئيساً لهيئة شؤون الأسرى، يرى... ".
ج- موقع الفاصلة داخل النص، وبعد أو اقتراب النقطة من نهاية الفقرة.
مثال
وأرى أيضًا بأنّ السلطة مطالبة ، بمد يد العون للأسرى الفلسطينيين، وعليها مؤازرتهم ،وإيلاء وجعهم الاهتمام اللازمَ ، ومراعاةِ ظروفهم .
الصحيح هكذا
وأرى أيضًا بأنّ السلطة مطالبة، بمد يد العون للأسرى الفلسطينيين، وعليها مؤازرتهم، وإيلاء وجعهم الاهتمام اللازمَ ، ومراعاةِ ظروفهم.
ثالثاً. الفاصلة المنقوطة (؛): تقع الفاصلة المنقوطة في قوتها بين النقطة والفاصلة، وعادةً ما تحل محل حرف العطف (الواو) عند حذفه: (مثال) "فتصبح قيادة كل معتقل خلال الإضراب مرجعية ذاتها؛ معتمدة على ذاتها؛ تستمد معياريتها من ذاتها".
رابعاً ـ النقطتان (:): تستخدمان على النحو التالي:
أ- ما يأتي بعدهما قائمة بعناصر مختلفة مترابطة.
خامساً ـ ثلاث نقاط فقط (...): تعني أنه تم حذف بعض الكلمات أو الجمل من مقطوعة مقتبسة. وهنا يجب وبشدة عدم استخدام النقاط بكثرة وبشكل عشوائي وفي غير مكانها.
سادساً ـ علامتا التنصيص المرتفعتان (" "): تُستخدمان في الأحوال التالية:
أ- الاقتباسات المشروعة من كتب ذات صلة وثيقة بموضوع الكتابة .
ب ـ التحفظ: حين نضطر إلى استخدام مصطلح "إسرائيلي"، ولا نوافق على مدلولاته.
سابعاً ـ علامتا التنصيص المنخفضتان ( ): للإشارة إلى الكلمة باعتبارها كلمة: "إن كلمة صهيونية لها دلالات كثيرة".
ثامناً ـ القوسان ( ): يُستخدمان فيما يلي:
أ- حين نأتي بترجمة لكلمة أو عبارة أعجمية أو عبرية، على النحو التالي: إن مصلحة المعتقلات الإسرائيلية (شروت بيتي هسوهر وتلفظ وتكتب بالعبرية שֶרותִ בֵתי הָסוהָר - שב"ס) وتعرف اختصاراً أيضاً بـ (نتصيفوت נָצִיבות) وهي إحدى مديرات وزارة الداخلية الإسرائيلية الرئيسة، تأسست عام 1949م يقف على رأسها ضابط برتبة جنرال.
تاسعاً ـ الأقواس المستطيلة [ ]: تُستخدَم الأقواس المستطيلة على النحو التالي:
أ - إن أدخلنا كلمات أو مصطلحات جديدة من المفيد تميزها داخل الاقتباس، (مثال): "السجون الإسرائيلية في مصطلحاتنا هي [معتقلات] لأسرى الحرية" ويتم استخدامها عندما نكون قد استخدمنا قوسين كبيرين وبرز هناك حاجة لقوس جديد داخل هذه الأقواس، ومثال على ذلك وقال: قراقع (إن الأسرى المرضى داخل المعتقلات الإسرائيلية، أصبحت حياتهم مهددة بالخطر البليغ, فقد نقل يوم أمس الأسير [معتصم رداد - 42 عاماً] إلى مشفى ساروكا، وتم إجراء عملية جراحية عاجلة له على الفور).
عاشراً ـ الشرطتان (ـ ـ ): تُستخدَم الشرطتان للدلالة على وجود جملة اعتراضية، ولكن معنى الجملة لا يكتمل دونها.
إحدى عشر ـ الشرطة الواحدة (ـ): تُستخدَم للفصل بين عناصر مختلفـة في قائمة ترد بعد كلمـة ما وبدون واو العطف: (مثال) "ثمة عناصر عديدة مكوِّنة للنصر الاعتقالي مثل: الإضرابات - القيادة الجماعية - وعي الأسرى- الوحدة الوطنية بين الفصائل".
أثنى عشر ـ علامة الاستفهام (؟): تُستخدَم للاستفهام.
ثلاثة عشر ـ أداة التعجب (!): تُستخدَم للتعجب.
أربعة عشر ـ الشرطة المائلة ( / ): تُستخدَم لتكوين كلمة مركبة كأن نقول الإضراب عن الطعام/عدم تناول الطعام مطلقاً.
خلاصة
إن الإمعان في تكرار الأخطاء الملوثة للوعي والمشوشة للمعرفة، يمس بصفاء الخيال اللازم للتفكير من قبل المتلقي للمُرسلات الإعلامية أو قارئ النص المطبوع، وإن ضخ هذا القدر من الأخطاء اللغوية والإملائية والتاريخية والجغرافية المتواصل بعزيمة منقطعة النظير، يلقي مزيداً من الشك حول (أهداف ورسالة) المؤسسة التي تقوم بهذا العمل، دون أن تكلف نفسها عناء مراجعة مُنتجها المُلوث، والذي سيتسبب مستقبلاً بِحرف مسار التلقي التراكمي للمعلومات عن مساره المفترض، ويشويش الوعي العام ويلوثه بمعطيات وأرقام لا تمت للحقيقة بأي صلة، عندها سيصعب تصويب الأخطاء المُستفحلة، بعد حصولها على الوقت الكافي لحلولها محل المعلومات الصحيحة.
إن تقدم الأمم يقاس بمدى امتلاكها للمعرفة المبنية على المعلومات الصحيحة، وهي معلومات ستتاح بالضرورة للجميع بعد إنتاجها، لهذا السبب يجب أن يقترن ضخ المعرفة بقيم عديدة منها (الأمانة العلمية والصدق) لأن الآخرين سيبنون على ما وصلت إليه دراسات وأبحاث المؤسسات المتخصصة، وإلا فإن الباحث الهاوي أو نصف المتعلم أو الأمي الذي يضع اسمه على بحث ليس من إعداده ولا يعرف عنه أي شيء، سيتسبب بجر الأجيال إلى طريق غير الذي عقدوا العزم على المضي فيه، عندها سيصبح من الصعب إصلاح الأخطاء المروعة التي صنعها أنصاف وأشباه المتعلمين والأميين وعديمي المعرفة، والتي ستشوه هويتنا في نهاية المطاف.
إلى ذلك أرى بأنه لا بد من التصدي لصناع المعلومات الملوثة والمشوشة للذهن والمسيئة للهوية، لماذا ؟؟ لأن قيمة المعرفة الوطنية والإنسانية كامنة فيها وتزيد قيمتها كلما زاد استخدامها من قبل الأجيال المتعاقبة، لهذا من المهم أن لا تشوب عملية إنتاجها وترويجها ونقلها وترجمتها أي شائبة؛ الأمر الذي يستعجل مساعي التصدي لظواهر الفقاعات الإعلامية التي تتصدر المشهد الإعلامي؛ كثيرة اللغو عديمة التدقيق بما تقول؛ وهي نفسها التي تقوم دون أن يرتجف لها جفن بسرقة نصوص ومؤلفات غيرها من الكتاب والمجتهدين والدارسين؛ وتنشر تلك الكتب والدراسات باسمها، وعلينا أن نضع حداً للطفرة الجديدة من الناطقين الإعلاميين والمديرين الممسوخين والممسوحين من الوعي اللازم بعملهم المجني عليه، لأنهم كانوا وما زالوا فارغين، وبلا نظرية؛ فهم لم يدركوا بعد إن عدم المعرفة خطر، وأن الرغبة عن المعرفة خطر أكبر.
قد لا يروق هذا الكلام للعديد من الأصدقاء قبل الخصوم، من الذين يحملون شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من الجامعات الافتراضية المنتشرة كالفطر على شبكة الانترنت، وغير المعترف بها رسمياً، وأصبحوا يمارسون مهنة التدريس في بعض الكليات المحلية للأسف الشديد، وقسم آخر منهم زج بنفسه في مجال التدريب والاستشارات، بعد أن زينوا أسمائهم بحرف (د) وأعلنوا فجأة أنهم يحملون درجات الدكتوراه، فهناك جامعات عربية وأجنبية مزوِّرة تبيع شهادات واعتمادات لمن يدفع؛ وهؤلاء يبيعون (معرفتهم الملوثة) والمحلاة بحرف (د) لطلابهم المخدوعين والمتعطشين للمعرفة للأسف الشديد.
إذن هي دعوة للتصدي للخطر الكامن في النص المشوه، المبني على معلومات مغلوطة ومزيفة للمعرفة؛ لتفادي خطره المستقبلي الذي يهدد سلامة النص الثقافي والتاريخي الجمعي للأمة.
(*) مقطع من كتاب (الأميين وأنصاف المتعلمين يعرضون الخطاب الثقافي والإعلامي الفلسطيني لخطر التشويه الشديد) للكاتب "ناصر دمج"