نشر بتاريخ: 06/04/2015 ( آخر تحديث: 06/04/2015 الساعة: 14:41 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
منذ التقى د. صائب عريقات وماجد فرج مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري في واشنطن في شهر ايلول العام الماضي ، بدا واضحا عجز الادارة الامريكية في الوساطة بين تل ابيب ورام الله ، ورغم فشل كيري الا ان المفاوض الفلسطيني ذهب مرة اخرى الى العاصمة البريطانية لندن في محاولة يائسة لكف يد نتانياهو عن الاراضي الفلسطينية ولوقف تهويد القدس والاستيطان في الضفة دون جدوى ، فقد اظهر كيري يأسا كبيرا وبدا مرهقا وكانت افكاره مشتتة وتعلق في تلك الجلسة بقشور فنية لا ترقى لمستوى الملفات النهائية ، وبدلا من ان يصبّ جام غضبه على نتانياهو الذي اهانه واحرجه ، ألقى جون كيري باللائمة على ابو مازن وكأنما يحملّه كامل المسؤولية .
انشغلت بعدها القيادة الفلسطينية باعياد الملاد ورأس السنة وانشغل كيري بالمفاوضات الايرانية وانشغل نتانياهو بالتحضير لانتخابات مبكرة ، . ومنذ شهر اب العام الماضي لم يرغب كيري بزيارة المنطقة وكأنما يقول : وداعا وليس الى لقاء .
وها قد مرّت ثمانية اشهر ، يقوم بها كل طرف بخطوات " احادية الجانب " ، فنتانياهو يواصل الاستيطان والتهويد والتنكر للحق التاريخي ، وامريكا تنفض يدها من عملية السلام وكأنها صفقة اختيارية وليست ملفا احتكاريا اخذته لنفسها وتمنع اي وسطاء اخرون من العمل فيه . والفلسطينيون لم يجدوا امامهم سوى الذهاب الى محكمة الجنايات الدولية .
تقديرات الجيش والامن الاسرائيلي ان الوضع لا يمكن ان يستمر بهذا الشكل ، وخصوصا مع حجز اموال الضرائب ومعاناة السكان وحصار غزة الكامل - قبل الحرب الاخيرة كان الحصار اخف وطأة من الان - فيما القدس لا تبدو سوى ثكنة عسكرية تنتشر فيها فرق الجيش والمخابرات والمستعربين ، ولا يشعر سكانها انهم في مدينة كبرى ولا عاصمة وانما في حي من احياء المواجهة اليومية مع حرس الحدود .
وفي حال استمر انقطاع العلاقة الامريكية الفلسطينية ، وفي ظل عدم وجود مفاوضات اصلا ... يبدو ان الرئيس ابو مازن سيضطر لاتخاذ خطوات اكبر واوسع واعمق واخطر في اقرب وقت ممكن .