الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابو مازن اذ يخفي السكاكين بين اصابعه

نشر بتاريخ: 08/04/2015 ( آخر تحديث: 08/04/2015 الساعة: 14:28 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

ابو مازن رابع رئيس لمنظمة التحرير وثالث رئيس للسلطة ، قيل عنه المسالم المستسلم الذي يكره الحروب ويرفض المقاومة ، ويتهامس المراقبون في الصالونات السياسية في رام الله انه اذا يغضب مرة واحدة من الشخص لا يعطيه فرصة ثانية ، وقد يكون الكلام منطقيا ، فسلوكيات القادة سرعان ما تصبح جزء من هويتهم الادارية ، ولكن الاغلب ان بطانة الحاكم هي هويته الاوضح ، واذا اردت ان تعرف من هو الحاكم عليك ان تعرف من هم الذين يجلسون حوله ويهمسون في اذنه ليل نهار ، فالكلام المتواصل اشد وطأة من السحر ومهما بلغت فطنة الحاكم فان الكلام سرعان ما يحقق غرضه ويصل الى فؤاده وعقله . وفي السياسة لا يتغير الزعماء كثيرا ولكنهم يغيرون من حولهم كثيرا ، اما في الحكم الاوتوقراطي فالعكس صحيح ، يتغير الحاكم كثيرا وتبقى البطانة ، حيث يمكن تغيير البابا لكن من الصعب تغيير الكرادلة .

الفصائل والقوى وعلى رأسها فتح حاولت تغييره وجذبه الى اليمين والى اليسار ولكنه ظل متشبثا بالوسط ، وسط الوسط ، كبد الوسط ، صميم بؤبؤ الوسط . وتعب المحاولون ولم يترك ابو مازن الوسطية التي استفزت فتح اولا ، واستفزت باقي الفصائل ثانيا .. ولكن الاهم ان اسرائيل التي اسعدها وسطية ابو مازن في بادئ الامر صارت تمقت وسطيته وتحاربها بكل غضب ، ثم ان قادة عرب حملوا عليه ثم ما لبثوا ان استطربوا لفكرة تحييد فتح وما تعنيه منظمة التحرير من قوة عربية سياسية ، وليس من باب المغالاة القول ان منظمة التحرير الان اهم من كل الحكومات العربية والحكام العرب الذين يصارعون من اجل البقاء والاستقرار .

والكلام لوزير الاستيطان الصهيوني المتطرف وعضو الكنيست اوري ارئيل ان ابو مازن يخفي السكاكين بين يديه ، وانه لم يمر اسبوع فقط على قوله ان يده ممدودة للسلام مع اسرائيل حتى خرج شاب فلسطيني وطعن جنديين عند مستوطنة شيلو ، وقد وصل الامر ان كتبت عضو الكنيست " الهستيرية " ميري ريجيف على صفحتها على الفيس بوك : على ابو مازن ان يوضح موقفه من ضرب السكاكين !!!!!!

في غزة ودمشق وبيروت وطهران وواشنطن وموسكو وكاراكاس والرياض وصنعاء وغيرها ، يعرفون ان محمود عباس لم يتغير ، ومن الصعب تغييره وقد دخل الثمانين في عمره ، وان المشهد اصبح سرياليا مدهشا ، فكل البلاد تتغير والزعماء يتغيرون وابو مازن يجلس في عين العاصفة وعلى راس فتح العاصفة ولا يتغير . واسرائيل يأست تماما من تغيير تفكيره ... وهي الان تدرس من جديد كيف يمكن تغييره ... ولكنه لن يتغير !!!

وماذا قال الشاعر العربي السوري ابو العلاء المعري قبل الف عام :
من ساءه سبب أو هاله عجب فلي ثمانون عاما لا ارى عجبــــا
الدهر كالدهر والأيام واحـــدة والناس كالناس....والدنيا لمن غلبا