السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شاؤول آورون: حضرت رواية العدو.. وغابت رواية القسام..!!

نشر بتاريخ: 09/04/2015 ( آخر تحديث: 09/04/2015 الساعة: 13:59 )

الكاتب: عماد توفيق عفانة

جاءت رواية العدو الصهيوني لعملية أسر شاؤول آورون شرق حي التفاح لتضيف مزيد من التساؤلات والقلق والحيرة لدى ابناء شعبنا، وخصوصا أسرانا الأبطال الذي ينتظرون ابرام صفقة تبادل على احر من الجمر الملتهب، وزادت من حدة الغموض الذي يكتنف مصير شاؤول أورون.

تساؤلات من قبيل: هل شاؤول آورون تحول فعلا إلى أشلاء كما يزعم التحقيق الذي نشرته القناة العبرية الثانية قبل ايام..!!
هل تمكن مجاهدو القسام من سحب شاؤول آورون قبل تفجيرها ام انها سحبت أشلاءه فقط كما يزعم العدو..!!.

اذا كان شاؤول آورون قتل بفعل تفجير ناقلة الجنود ثم سحب مجاهدي القسام اشلاءه، فلماذا لم يعثر الاحتلال على آثار دمائه حسب عينات من DNIA التي سحبت من داخل الناقلة..!!.
ان عدم عثور العدو الصهيوني على أي آثار لدماء شاؤول آورون داخل الناقلة دفع شقيق شاؤول آورون للزعم بأن شاؤول آورون كان خارج الناقلة عند تفجيرها.

يقول الخبراء ان أي ناقلة جنود عندما تنفجر بفعل الذخائر التي بداخلها تتحول الى كتلة من اللهب والحديد الأحمر، ولا يستطيع أحد بفعل الحرارة الناتجة عن الانفجار والاشتعال لا الاقتراب منها ولا لمسها فضلا عن سحب أي شيء منها، فكيف يمكن ان نصدق ان مجاهدي القسام سحبوا اشلاء شاؤول آورون بعد تفجير الناقلة..!!

وهذا ما تثبته رواية "أوهيد" حيث وصف لحظة الانفجار قائلا "طرت في الهواء من شدة الانفجار، ونتيجة لسقوطي على الأرض كسرت إحدى فقرات ظهري، وعندما حاولت النهوض من جديد أطلق علي وابل من الرصاص حيث أصيب إحدى قدماي".

رواية الضابط "أوهيد" والذي أصيب بالشلل بعد إصابته في تلك المعركة تفيد بأنهم تعرضوا لوابل من الصواريخ المضادة للدروع وزخات من الرصاص التي أطلقت صوب ناقلات الجند التي دخلت إلى شرق حي التفاح، خصوصا صوب تلك الناقلة المتعطلة والتي توقفت قرب البيت المستهدف، حيث يقول "أوهيد" " أنه بعد أخذ الموافقة على التقدم سيراً على الأقدام، وقبل عودته للناقلة من جديد أطلقت صوب تلك الناقلة صاروخاً أصاب الناقلة مباشرة.

وما يعزز هذا التحليل هو ما أكدته رواية مشغل طائرة الاستطلاع التي حلقت فوق أرض المعركة لـ"أوهيد" والذي قال له "أنه شاهد كرة من اللهب وحولها أجسام، حيث تبين أن مقاوماً فلسطينياً تمكن من الوصول للناقلة وسحب "شاؤول آرون" وبعدها انفجرت الناقلة بسبب الذخيرة التي كانت فيها".

أي أن مقاتلي القسام تمكنوا من سحب شاؤول آورون قبل انفجار الناقلة، ما يبطل رواية الاحتلال بأن القسام لم يسحب شاؤول آورون حيا وانما سحب أشلاءه فقط.

ما يفيد بأن البيت المستهدف على ما يبدوا كان بمثابة كمين محكم أعده مجاهدو القسام لاستدراج لقوات جولاني المتقدمة، وفي الوقت الذي كان يستهدف فيه قوات جولاني القضاء على المقاومين المتحصنين في البيت المذكور، كان مجاهدي القسام ينصبون فخا لقوة جولاني عبر النفق الذي كانت عينه اسفل البيت.

لقد تناول الاعلام الصهيوني رواية "كارثة جولاني" في حي التفاح من وجهة نظر جنود العدو ليصور –رغم الكارثة التي حلت بهم- بطولات المقاتلين وقدرتهم على الصمود في مجابهة المقامين الجسورين، في الوقت الذي تحرمنا فيه رواية القسام الغائبة للعملية من التعرف على مدى جرأة وجسارة مجاهدينا على النيل مع جنود العدو من مسافة صفر، فضلا عن بصيص أملا قد ترسله رواية القسام لأسرانا الذين ينتظرون بشغف أي كوة من الفرج.

وما يترك في النفس غصة ان اعلامنا الفلسطيني حتى ذلك التابع لحماس تلقف الرواية الصهيونية واعاد نشرها كما هي وروجها وكأنها مسلمات دون نقد او تحليل او نقض لصالح رواية المقاومة المنتظرة.