الكاتب: شفيق التلولي
سئمت الكتابة فوق الماء على البحر الطويل
وزوبعة فنجان الودع المستحيل
سأضرب بالرمل قلمي وألقي بورقي في الهواء
لن أعتزل .. سأعتذر من المخيم أعتذر ..
بل أعتذر من الجياع عن حروف الشعر والنثر
ملعونة تلك الأقلام التي تكتب بلا رصاص
فقد جف الزيت والماء والحبر
وصار الفحم جيراً لا يصلح لسبورة سوداء
في مدرسة جياع تبحث عن طباشير ترسم الصور
تسجل الحضور والغياب في طوابير تلاميذ
اصطفت تلتقط قوتها من أوراق الشجر
ترتجي كسرة خبز من أفواه بنادق القنص
أعتذر من ورقي وكفى .. من قلمي الذي ارتخى
ملعونةٌ تلك الأقلام التي لا تصنع من السنابل
حبراً أو ورقاً للجائعين كلما شح المطر
هل سمعتم بأن الحرف والقلم يسد رمق جوع
ويبرئ الوجع ويبلسم الألم؟!
أو يمحو إسم الجياع من اللاجئين
في سجل إعاشة وغوث هيئة الأمم؟!
سأعتذر .. لن أعتزل .. بل أعتذر
وسأنظم بالرصاص ما يليق من الشعر
وبالسنابل سأكتب ما يطيب من النثر
لا يقيم وزناً أو موسيقى
إلا على إيقاع أمواج البحر المتدارك
فتتقد الروح في جسد المخيم المتهالك
من ذا الذي يغتال خبزنا على باب المخيم
في الحرب وفي الهدن؟!
من ذا الذي يحرف الكَلِمَ عن مواضعها
يُكَفّر من يشاء ويذبح الأبرياء؟!
يكتب زورا وبهتانا بالدم وبالحبر
وبالظلام يسرق ضوء القمر
يعلق الرؤوس على جدران المخيم
ويلتقط بجانبها أبشع الصور!!
كافرٌ من يطلق النار على زاد الجائغين
ويسرق القمح من السنابل ويحبس المطر
ملعونةٌ تلك الأقلام التي لا تنفخ الروح
في طين المخيم وتتباكى على الصور
عارٌ عليكم أن تسقط القنابل في زمن التنابل
فلتكتبوا بالمناجل أنشودة السنابل