نشر بتاريخ: 12/04/2015 ( آخر تحديث: 12/04/2015 الساعة: 09:26 )
الكاتب: سليم النفار
لا اعرف كم سيحتاج شعبنا من الزمن , كي يتعلم من اخطائه ,التي كلفته دما ً غاليا ً,في أكثر من مفصل تاريخي منذ سبعينيات القرن المنصرم وحتى الان ,فقط في هذا الشريط الزمني البسيط ,سنرى حجم الكلفة العالية المدفوعة ,وبدون نتائج ترضي الحد الادنى , من الادنى طموحاً لشعبنا وآماله الوطنية والشخصية ,فهل يحتاج الى تجارب اخرى , ومآسي اضافية لكي يدرك الدرب الصحيح ؟
اعتقد ان تراجيديا العبث بالحياة الفلسطينية , لا ترضي احدا , وليس غاية الانسان الفلسطيني الخروج من مأساة للدخول في مأساة جديدة ,ولكن المسؤول عن هذا الخلل كله , من غير القيادة الفلسطينية بكل تشكيلاتها الحزبية ,فهي التي يجب ان تقود الحالة الوطنية باتجاه اهدافها ,وهي التي لم تفلح في هذه الرحلة الكفاحية ,بل انحرفت عن شريط أولوياتها الوطنية ,الى اولويات اخرى اقل ما يقال فيها :انها لا تخدم الوطن والمواطن الفلسطيني ,واصبحت الحالة التي يلعبون في اطارها ,ليست غير سلم وصول لمآرب حزبية وشخصية ,وليحترق المواطن الفلسطيني بنار عذاباته ,وأحلامه التي يزداد حصارها , مع فقر في أفقها المتخيل نحو واقع شديد الواقعية ,فمتى يدرك شعبنا هذه الحقيقة ويسعى لتغيرها ؟ ام انه ينتظر التغير الفوقي من صفوف القيادات التي , لن تغير شيئا الا وفق اهوائها؟
اسئلة قاسية ولكن بحاجة الى اجابات جريئة ولتنظروا الى الواقع بوقائعه المؤلمة , لتدركوا صوابية ما نتحدث فيه ,فغزة التي تعيش اوضاعا فوق المأساوية منذ ثمانية سنوات , بفعل الانقلاب الحمساوي ماذا قُدم لها غير حوارات عقيمة لم ولن تفلح في اعادة الامور الى صوابها ,فهل ننتظر ثمانية سنوات اخرى كي يتفقوا على الية محددة ,قد تنجح وقد لا تنجح ؟
ولتنظروا الى مأساة شعبنا في مخيم اليرموك ,شعبنا المثخن الما هناك ,هجر وقُتل ودمرت منازله ,ولا نستطيع اخراج مسيرة تليق بفعل القتل والحصار والتجويع الذي يفرض عليه ,ونكتفي بوفود وحوارات وشعارات ,في الوقت الذي بعض القوى تحاول فرض اليات قتالية دفاعا عن اهلنا في معمعة القتل الظلامي , نرى البعض الاخر ينأى بنفسه عن ذلك ليؤكد حاديتنا, نحن مع الحيادية منذ البداية , ولكن ماذا تعني الحيادية وشعبنا يقتل ويهجر , هل نواصل الحيادية في الصمت وعدم الدفاع عن شعبنا ؟
واهلنا في الضفة الغربية ينتقلون من موقع الى موقع في شبكة حواجز احتلالية , بين الحاجز والحاجز حاجز ,وغزة ما تزال مغلقة على القهر والتهميش من العالم ومنا ,فاذا اردت ان تسافر عليك ان تنتظر سنة وربما اكثر لكي تتمكن من المغادرة ,وحماس تصر على سياساتها التي تزيد من الام الناس , وتقول عنه صمودا ,فهل الكهرباء التي تنقطع عن الناس ,تقطع عن بيوت قادتها ,وهل العوز الذي يفتك بالناس يفتك بقيادتها ؟؟
ورئيس وزراء حكومة التوافق يؤكد على مواصلة الجهود المضنية ,لعودة الامور الى نصابها رغم كل العقبات ,ولكن وهو يقول ذلك فان حكومته لا تعطي موظفي غزة علاوة الابناء ولا درجاتهم الوظيفية وتضرب عرض الحائط بكل متطلباتهم وكأنهم يتقاضون , صدقة غير مستحقة ,فهل يوجد اكثر عبثية من هذا العبث التراجيدي؟؟