نشر بتاريخ: 12/04/2015 ( آخر تحديث: 12/04/2015 الساعة: 09:30 )
الكاتب: مصطفى ابراهيم
في غزة تيس حلوب يثير الجدل والفوائد الصحية للحليب وشفاؤه لبعض الأمراض كما ادعى صاحبه، و إهتمام الناس بالضرعين الكبيرين و إخبار إعدامه بتعتيم إعلامي أكثر من إهتمامهم وتضامنهم مع مأساة مخيم اليرموك وكارثة غزة وأزماتها المستمرة، واختلط الحابل بالنابل مع بعض الأخبار التي وشوشت أصحابها العصفورة بمستجدات و أحوال البلد وما سيجري في غزة وغيرها، حتى أصبح حال المناخ مثل حالنا، الربيع أصبح شتاء، في شمال فلسطين ثلج وبرد ومطر وغيوم وشمس في غزة الصحراوية، إختلال مناخي في الربيع، في تعبير عن حال الإنفصام والفوضى التي نعيش والتدهور في العلاقات الوطنية والأخلاقية و الإجتماعية والسياسية والأولويات الوطنية.
العصافير نبأتنا عن مشاورات لتشكيل لجنة عليا لإدارة شؤون قطاع غزة بذريعة فشل الحكومة وتنصلها من التزاماتها، ولم يغيب النهار حتى خرجت تصريحات عن النافين باسم حركة حماس تنفي بشدة، و أن هذه أخبار ليس لها رصيد من الواقع الآن، و إنه أمر غير صحيح قطعًا ولا نية لحماس بأن تدير شؤون القطاع.
وعلى صعيد أخر قال عصفور هرم من تنفيذية المنظمة أن الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك شكلت لجنة سفلى، و تم الإتفاق مع النظام السوري على تشكيل قوة مسلحة من الفصائل لتحرير اليرموك من داعش، لكن للأسف لم يتم الإتفاق عليها، فالسيد أسامة حمدان قال إن الحركة غير معنية باتفاق الفصائل الفلسطينية وأن حماس لم تدعى للمشاركة في الإجتماعات التي عقدتها الفصائل في دمشق، ولا علاقة لنا بأكناف بيت المقدس ولا نتدخل في الشأن السوري. أما القيادة العليا لعموم الشعب الفلسطيني فهي لا تؤمن بالحل العسكري في اليرموك ولا غير اليرموك، إلا أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي وهو من القيادة العليا فقد دعا مقاتلي الثورة للتوجه لليرموك لطرد داعش من المخيم.
اي حال مخزي والعار يجلل كل المسؤولين و تلك القيادة التي تركت مخيم اليرموك وحيدا يعاني الموت والقتل والخراب والتهجير والتدخل في الحرب السورية بطرق مختلفة أمنية وعسكرية، ولم تحرك ساكنا ولم تقم بأي فعل وطني او حتى انساني تجاه اللاجئين. نمر بأشد حالات العجز والإحباط والفاجعة التي يعيشها شعبنا في اليرموك وحال من العجز والتيه المستمرة التي تعيشها القيادة والشعب في مواجهة الكوارث التي تمر بالقضية الفلسطينية ولا نستطع التأثير او تقديم أي مساعدة للضحايا الأبرياء الذين يعانون منذ ثلاثة أعوام، وكأننا أصبحنا لا نشعر بتأنيب الضمير ومواقفنا الأخلاقية ونحن نمارس حياتنا الطبيعية في وقت يموت الناس جوعاً ومرضاً وقتلاً.
كارثة اليرموك ليست الأولى في تاريخنا ولن تكون الأخيرة ومرت بنا كوارث وفواجع من أيلول الأسود وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا وما قبلها وما بينها من مجازر ارتكبتها قوى الاستبداد والظلام من انظمة وحركات ومليشيات عصابية لم تختلف عن داعش وأخواتها، فالنكبة و الإنقسام مستمران والاحتلال وشظف العيش والفقر والبطالة والحصار والهم اليومي جعل منا نبحث عن لقمة العيش وتغييب القضايا الوطنية عن سلم أولوياتنا واهتمامنا.
خياراتنا كبيرة وطاقة الشعب وأخلاقه خلاقة ومبدعة والأمل فيه كبير، فالعودة إلى روح الشعب هي الوضاءة القادرة على مواجهة الكوارث والبدء من جديد للثورة وبناء ما تم تدميره من قيم والخروج من حال عدم اليقين الذي نمر بها .