الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إذا هلك حفتر، فلا حفتر بعده

نشر بتاريخ: 12/04/2015 ( آخر تحديث: 12/04/2015 الساعة: 11:22 )

الكاتب: أحمد مسمح

هنا حوثي، هنا سبسي، هنا سيسي، هنا حفتر..

هنا.. في كل قطرٍ عربي شهد تحولاً سياسياً وربيعاً عربياً وانتفاضةً سلمية من يتربص للأمة، لا يريد لها حرية ولا عزة ولا كرامة..

هنا.. من يريد أن تظل الدولةُ البوليسية تحكم الشعوب بالحديد والنار، وتستمر سياسة القمع والتضليل وتكميم الأفواه وكبت الحريات..

هنا.. من لا يسير مع شعبه وأمته ومصالحها؛ بل يسير في فلك المؤامرة الدولية وأهدافها لتفكيك الأمة العربية والإسلامية وإضعافها أمام الهيمنة الأمريكية على الدول العربية..

المقطع الأول كلماتٌ للشاعر العراقي أحمد مطر، تحدث فيها عن واقع أمتنا العربي والإسلامي، والانتكاسة التي شهدتها دولُ الربيع العربي، فقد ارتدت الأمور على أعقابها، وعادت الأوضاعُ المأساويةُ إلى سابق عهدها، ورجعت الدولة الظالمة التي كانت تحكم، وأبت تلك الفئة المأجورة إلا أن تنقلب على حرية الشعوب وكرامتها، فانقلب عبدالملك الحوثي في اليمن على إرادة الشعب، وانقلب حفتر في ليبيا..

تلك كانت انقلاباتٍ عسكرية، سُفكت فيها الدماء، وانتُهكت فيها الأعراض، وضاعت حقوق الناس، وأُودع الشبابُ الثائر في السجون والمعتقلات، فكانت المحاكمات الظالمة..

أما في تونس فكان انقلاباً أبيض، بطعم الديموقراطية الغربية، الغرب الذي يكيل بمكيالين، فهو لم يحترم إرادة الشعوب عندما اختارت رئيساً له، ووصف ما فعله الحوثي في اليمن بأنه انقلاب، ووصف ما حدث في بلاد أخرى بأنه ثورة شعبية..

واليوم يستعيد الربيعُ العربي عافيته، وتتنفس الشعوبُ المظلومة الصعداء، ويتغير المشهدُ برمته، فينقلب السحرُ على الساحر، فيُقتل خليفة حفتر، ويُقتل عبدالملك الحوثي، إذا صحت الأنباء الواردة من البلدين، وهذه بداية لعودة الأمور إلى نصابها ولتصحح الثورةُ مسارها، ويبدأ الاستحقاق الحقيقي للشعوب، وينتهي عرابو أمريكا وإسرائيل، ويفقد الانقلابيون أهم معاقلهم في المنطقة..

هي سُنة الله الماضية، لا تتغير ولا تتبدل، فالظلم عاقبته وخيمة، والله يمهل ولا يهمل، يقدر المقادير، وتلك السنن لا تحابي أحداً، فالظالمون إلى زوال، وكما أهلك الله –عز وجل- الطغاةَ المتجبرين فيما مضى، فهلاك الظلمة قريب بإذن الله تعالى، وقد قالها الرسول –صلى الله عليه وسلم-: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله .

إنه التاريخ الذي علمنا أن إرادةَ الشعوب لا تُقهر، فهي لا تنتهي تحت الدبابات ولا تحت إطلاق الرصاص، ولا بالعسكر والجنود، بل تمضي ثورة الشعوب السلمية في تحقيق أهدافها، نسأل الله السلامة لشعوبنا العربية والإسلامية..
وما ذلك على الله بعزيز