الكاتب: د. نايف جراد
دائرة النون
..........................
النون ناري التي لا تنطفئ
... نسوة يزغردن في عرس أبدي
أول وثاني حروف العلة
وآخر الحروف في جسدي المثخن بالجراح.
النون نشيج لصولة الروح على الجوانح
نعمة الرب
شجر دائم الخضرة
نرجس يتحدى الصخر
وحنون ونسرين
النون جنين في بطن امرأة..
استشهد كل أبنائها وبقيت تحبل
حضن دافئ
هدهدة أم حنون لطفل أرعبه الجنود
النون نشيد ندية في ملحمة الوجود
تعلق بأهداب الأمل
مديح الأنا والنحنوات
النون حياة
النون
نور قمر يتقمصه من يعجن فرحنا بالألم
امتحان الشرف والكرامة
حرثنا، بذرنا وزرعنا
حصادنا وثمارنا
النون مكاني
النون زماني
النون المولد والممات
أول الكلمات وآخر الكلمات
دائرة الوجع والاحتواء
.....................................
تعالي أيتها الموعودة !
اقطعي أعناق الانتظار
بددي غيوم الارتباك
اقتلعي يباس الخوالي وزمهرير الجفاء
اركبي سعار الشوق للحرية
واختصري المسافات
امتطي صهيل الجياد المجنحة
أطلقي الجلنار والندى من ربيعك
وتعالي !
الفحينا بريح عبيرك
حطمينا على موج بحرك
لنصادق دلافينك الحنونة
واحتوينا
اقفزي فوق البدايات والنهايات
فوق محطات العبور
اقفزي
فوق الحركة والسكون
فوق الوحدة و الأضداد
فوق الكم والنوع
فوق النفي ونفي النفي
اخلطي المظهر بالجوهر
اجمعي الصدفة والضرورة
اقفزي فوق كل القوانين والسنن
واحتوينا
يا أيتها الموعودة
كوني جديدنا المنتشر على تخوم الأفق
كوني ضوءنا في آخر النفق
وخذي قلوبنا النابضة ريحانا وبنفسج
خذي أسئلتنا كلها
خذي دمنا وروحنا
واكتبينا شهداء
واحتوينا
دائرة الحلم
.........................
و نبقى على قيد الحب والفرح
نقتل كل المسافات
ووحوش الطريق
ابتسامتك في سيل المعرفة
وجميل الذكريات
في كل اللوحات أراك
وأجد ذاتي
تمتد إلي أطياف لونك
تأرجحني بين الضياء والظلال
وتقتربين قاب غمضة عين او اثنتين من وجعي
حورية أنت في سهرة أشجاني
احلم فيك
تنامين في سرير القلب
تتمايلين مع لحن الخلود
توقدين كهربة في شرايين الحياة
تأخذني إلى أقاصي الشغف
فأعدو في الأمل
لأحط في حضن الوطن الدافئ
أتعالي على روحي لألاقي برهة الألق
واستدرج ألأرواح إلى لغتي التائهة
على صهوة خيول الروح الجامحة
آتيك
لأصهل عند الفجر في تلالك
وأزرع قناديل الفرح بانشطاري
عتابا وميجنا أو دائرة الانتظار
.........................
انقطاع حبل كتابتي
محطة انتظار لغناء العتابا
سهرة شجن مع شرود العقل
كسر لرتابة العادي البليد
توتر أمل ورجاء
توقع اللامتوقع
تعليل هداية العاطفة
ترقب هدوء العاصفة
لوعة افتراق
وخوف من تبدد الحلم
فيا رهان زادي أقدم
أخرج نفسك من نفسك
ادلق ما في جعبة الذكريات
وتمنطق بلحظات الصفاء
وغادر دائرة الهزائم
روحي تشتاقك مطرا و زمهريرا
وتغني لك الميجنا
جسدي يحترق
يكابد مكر التاريخ
يبعث لهجة الغيم في الوجود
ينشد ندى التجدد والخلود
دائرة الحب
...........................
على وقع نغمات القلب تتطاير ريشة الروح على بساط مودتك ،
فأسري إليك سائلا بعد هول البلايا شباك الجواب.
مع كحل القصيدة آتيك.
على خديك تنام تفاحة،
وعلى الشفتين يرقص القرنفل ،
ناشدا فراش السعادة على شرعة الأبواب.
عيونك مصيدة...
وصفاء الكون الرابض على وجهك وشاية ،
والبسمة تأسر الألباب.
…أدخل شباك حبك النابض ريحانا وبنفسجا
مقبلا لا مدبرا ولا هياّب...
أريد أن أبحر في لجة عينيك...
لأجوب كل حدائق الأحباب..
وأسري إليك مع الفجر ،
لأنعم بشروق الضياء الوهاب...
أشرب فنجال سعادتي بوجودك...
أتعمد في ينابيع خصبك المنساب.
هذا قصيدي إليك يا سيدتي...
أطرزه بخيوط وجدي ...
عربون محبة...
فلا تبحثي عن الأسباب.
دائرة اللوعة
.............................
لا ....لا...لا
سنظل على قيد الحب والفرح
سنقتل كل المسافات
ووحوش الطريق
ستبقى ابتسامتك في سيل المعرفة
وجميل الذكريات
أراك في كل اللوحات
وأجد ذاتي
ستقترب صورتك
كلماتك ستقترب
وستقترب الاحاسيس والعواطف
والهمسات
وتصبحين قاب غمضة عين او اثنتين مني
لن اتلعثم في رسم ملامحك
أنت بينولوبي المخلصة
وأنا أوديسيوس الممتحن
الذي لم تقتله أمواج بوسايدون
وجشع الملوك والأمراء الطامعين بالميراث
تحرسني الآلهة فتبقين قبلتي
تتماوج صورتك على بكرة الذكريات
تتمايلين مع اللحن الجميل بعودتي
وتتجدين
وانا احلم فيك لوعتي
تنامين في سرير القلب
تأتين من الحياة
تنتهين الى الحياة
وألمس إشراقتك
وشهفة الفرح
وأبلغ كل المديات
على صهوة خيول الروح آتيك
لأصهل عند الفجر في حضنك
وأزرع قناديل الفرح بانشطاري
لا... لا... لا...
هنا مكاننا
وهناك في كل الأمكنة
وفي اللامكان
في المدن المسورة
والريف الجميل والجبل الشامخ
وفي المدن التي تشبه المدن
في المخيمات وأحياء الصفيح
والحدائق المعلقة
والمدن الفاضلة
ايقاع الروح زماننا
خافتا كان
كامنا كان
دافقا صاخبا صار
وسيبقى
متناقضا
يخفت
ينهض
يتجدد
لا يعرف الرتابة
يصعد متلويا على درج الشمس اللولبي
لا... لا ... لا
أسيرة الفطرة كنت وستبقين
تقيمين في معنى الكلام
حرة من حرفة التمثيل
تتقمصين الليلك والبنفسج
وزهر اللوز والكرز المنثور
تطوين أغنية العشق تحت جناح شفتيك
تختصرين شغفي
لتخمر روحي
وعقلي والجسد
لا...لا...لا
ستبقى أوتار القلب تهتز من بعيد
تتقطع نياطه شوقا وحنينا
تعزف الالحان الشجية
وستبقين خمري وسكرتي ونشوتي
كلك ليلك وبنفسج وآس
أعشق عطرك الفواح
وأشمك من بعيد
وأطلق الحرية
لأجعل كل شئ طوع يديك
وأرفع صوتي عاليا
أعلن إنسانيتي
لا...لا..لا
صادق وعدنا
صادقة روحنا
صادق جسدنا
صادقة العواطف والأحاسيس
ورغم الأخيلة الكثيرة
طيفك قريب قريب
أراك في كل شرفة ونافذة
أرق من النسيم
وأصلب من الصخر
أحب سيل همومي فيك
ودوي أجراس الشوق والشهوة
وصوت البوق الداعي لملاقاة أرض ميعادي
كيوحنا المعمدان آتيك
جسدي ينصهر بالنار المستعرة في القلب
أليك آتي بحقائب سفري وهجراتي
وهذري وسحر الآلهة والأيدي المباركة
أفرغ في تربتك كوابيسي وأحرث حقولك
وأصعد طريق الجلجلة نحو الحياة
وأرفعك للقوة نون
وأحبك
دائرة الجلنار
.........................
رغم جنون أتون الصيف الحارق ،
أشعر بصفيع يرجرج أركان شوقي إلى مطر وجودك
على بيدر العشق أجمع حنطتي
الزرعت منذ ثلاثين صيف
وأدخل هديل الروح في بوق قيامتي
لألاقي زغرودة الجلنار
مسورة أنت بالمقدس والمحرم..
. مسورة بالدم والأبوات..
مسورة بالتابوات وبائد العادات...
مسورة بمصالح المتخمين والامتيازات...
والبلية أسوار اسمنت وجدران حقد
وأساطير ومنمق روايات.
فاخلعي ثوبك البالي...
وارم السلاسل والقيود...
إن الحرية لا تهدى،
بل تشترى بجلنار الحياة وصادق العهود........
دائرة الفرح
.......................
أسميتك الحالمة،فأدخلتني الحلم ،
فتحنا سويا باب الدوائر والسفر،
يتغذى فرحنا بندى المودة،
تنسجه دوائر الصناديق العجيبة،
تجبله الصباحات المشرقة بمداد العاطفة وعجين الأمنيات،
تحمله الإرادة على أجنحة القلب،
بجوب حدائق العشاق،
يسافر في بوتقة الفرح،
باحثا عن بر السعادة:
عن سماء بلا رياء،
ووجوه بلا أقنعة،
يقيم أعمدة العقل ،
يفرش سجاد المشاعرعلى مائدة اللقاء..
.أسميتك الحالمة،
فأدخلتني الحلم،
أبحث عن إمرأة تعتق خمرها لرجل اشتاق الميناء
دائرة الختام
.......................
أعرف أنك باعثة حلمي ،
وسري في دروب الشعر والياسمين الظليل ،
و أنك وردة تاريخ الذكريات و خاتمة أسفار الرحيل.
أعرف أنك براءة القبلة البكر ،
سليلة النسيم العليل ،
و أنك نسيج الشروق لآمال معقودة على القدر ،
واندهاشات القبيل
وأعرف أنك لهفة القلب
وجنون العقل
ووله الروح
وأنك الممكن والمستحيل .
أنت المنادي والمنادى
وأنت الجواب العليل
هذي يا سيدتي أحكامي المسبقة ، ولا بديل.
