نشر بتاريخ: 13/04/2015 ( آخر تحديث: 13/04/2015 الساعة: 12:44 )
الكاتب: توفيق الحاج
زمان.. كان الكتاب والشعراء والفنانون قلة قليلة وبعدد اصابع اليدين والرجلين فقط..!!
واليوم.. تجد كاتب لكل مواطن.. وشاعر لكل مواطن.. ومطرب لكل مواطن.. يعني زربيحة ..!!
في كل واحد منا يكتب اسمه بالعافية.. كاتب وشاعروفنان ومهندس ومحلل سياسي وبياع بطاطا..يعني بتاع كله..!!
زمان.. كان فيه سعدني واحد مسعدنا... وماغوط واحد ماغطنا...!!
السعدني هلكنا ضحكا على الولد الشقي والموكوس في بلاد الفلوس.. والماغوط هرانا ضحكا كالبكا مع غوار في غربة وضيعة تشرين وكاسك ياوطن وشقائق النعمان ..!!
واليوم نجد مماغيط كثار وسعادين اكثر...كل واحد يكتب نكته صار ماغوطا وكل واحد دمه خفيف صار سعدانا
وما يغذي تلك الظاهرة المضحكة وجود اناس يطلق عليهم ناشروغسيل.. نقاد ..نجوم مجتمع حشيشة ونجمات ..مسترجلات بشيشة.. اخر دلع..!! متخصصين في نفح البناشر من باب خذ وهات امدحني وامدحك..انفخني وانفخك ..!! والمدح والنفخ ياسادة يؤديان الى نتيجة واحدة وهي الى تكبير رأس النملة لنراها فيلا ..مما يؤدي في النهاية الى بعط البلالين..!!
ينفخون ما استطاعوا في الناشيء الواعد حتى يجعلوه جاحظ عصره ومقفع زمانه وبالطبع يصدق المسكين المهزلة ويصبح طاووسا يضاف الى قائمة طواويس المرحلة.. وكانه رافع رفاعة.. لكن سرعان ما يختفي كفقاعة..!! فكم من كاتب وفنان لم يكن مطبوعا وانما فرضته الصناعة..!!
انظروا ياسادة..
كم كاتب وكاتبة مروا بنا...ولم يبق منهم أحد في الذاكرة ..!!
كم مطرب ومطربه اتوا وغادروا ولم يبق الا ام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وفريد ووردة وميادة..وكم كوميديان ظهر على المسرح ولم يبق في الذاكرة الانجيب الريحاني وماري منيب وفؤاد المهندس وعادل امام..!!
من يتصدى للهم الخاص والعام بعد ان يفني العمر بحثا و قراءة .. ويكتب له وبه وعنه شعرا او نثرا يصبح مسئولا كقائد تربوي مبدع امام ربه وشعبه ونفسه.. فالكتابة مسئولية اكثر خطورة من القراءة وليست لعبه تنس او دور طرنيب!!
ياما قرانا لكتاب كبار مطولات وتنظيرات نعسنا في اولها...ورحنا في سبات عميق قبل ان نصل اخرها..
الكتابة الساخرة اليوم تحد صعب..وفي زمن السرعة والتيك اوي..لطشة مختصرة بسيطة عميقة واقعية وذكية ومن الاخر ..لاتحتمل اطنابا وتطريبا..!! والكاتب الساخر بالذات اشبه بالعطار يخلط مقاديره بدقة متناهية..فربما كلمة خارجة تخرب الطبخة وتحولها كجوزة الطيب من رائحة زكية الى هلوسة وهذيان.!! وهنا تتحول الكتابة من ساخرة الى مسخرة.!!
الكتابة الساخرة.. .. لاتعني ان نكون اسماعيل ياسين في مستشفى غزة.. او عادل امام في مدرسة المنقسمين..بل تعني ان نرسم واقع الناس المضحك المبكي وتعبر عما يدور في صدورهم بمفارقة كاريكاتورية صادقة موجعة دون اطالة اواسفاف..فلا تعبيرات مبتذلة.. ولانكات ممجوجة موحية بما يخدش .. وهنا يتجلى السهل الممتنع..!!
والكاتب الساخر(مش مقطوع من شجرة) ليس نسيج وحده..وعبقرية ذاته..بل هو امتداد لماض موروث وحاضرموجود ومستقبل ليس له حدود..وكلما قرأ..اعطى وان لم... فربما يسطع بفعل فاعل لوقت ثم يخفت كما اغنية (الطشت قللي) و(حبة فوق وحبة تحت)..!!
قالوا قديما: الكاتب المطبوع ..كالذهب يؤثر ويتأثر.. اما الكاتب المصنوع كرذاذالماء..سرعان ما يتبخر..!!
يارضا الله...................