الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
اتفاق لوزان لن يمنع من الناحية العلمية ، ان تمتلك ايران قنبلة ذرية . ومع ذلك ولو ان ايران امتلكت القنبلة الذرية فانها لن تستخدمها ضد اسرائيل او ضد اية دولة اخرى ، فمن يمتلك الذري والنووي لا تستخدمه وهي اسلحة للاقتناء وليس للاستخدام. ولو استخدمتها جهة ما ضد اسرائيل فان اسرائيل تمتلك قنابل نووية قادرة على تدمير واحراق الشرق الاوسط كله .
اسرائيل لا تريد حربا جديدة مع غزة ولا مع لبنان ، والفلسطينيون لا يريدون حربا جديدة الان ، وانما يريدون اعادة اعمار قطاع غزة ، وبقاء غزة من دون اعمار يعني دفع سكان غزة الى التفكير بطريقة لا تخطر ببال احد ولا يمكن تخيلها .
اسرائيل تعترض على اي حل للقضية الفلسطينية ، والاخطر انها لا تطرح اي بديل للسكان ولا للسلطة ، وهو فشل لا يمكن للطبيعة ان تقبله ، وسوف تصطدم الجبهة الداخلية الاسرائيلية بعد سنوات بحقيقة انها انتخبت قيادة منعت اي حل ممكن للقضية الفلسطينية وستتحمل هي لوحدها عواقب المرحلة .
قطاع غزة يعيش كل يوم بيومه ولا يوجد اي افق يمنح الامل للاجيال ، اما الضفة الغربية فتعيش في غرفة انتظار كبيرة ، ولو سألت اي مواطن في الضفة الغربية : ماذا تفعل وماذا تنتظر ؟ لن يعرف الاجابة . فلا المفاوضات تعود ولا الانتفاضة تعود بينما تتحول السلطة رويدا رويدا الى حكم ذاتي كوميدي يوافق الناس عليه من باب الفكاهة السياسية وليس من باب القناعة .
حرب اليمن أخرجت أسوأ ما فينا ، ودفعت العاقل ليفكر مثل المجنون ، ونكتشف سريعا ان امريكا لا تريد ان تخسر ثمن القذيفة التي تقصفنا بها ، وانها عوضا عن ذلك جعلتنا نشتري منها الاسلحة والصواريخ والطائرات وان نقصف بعضنا بعضا ، وان نقتل بعضنا بعضا باموالنا ومن دون ان نكلفهم ثمن القذيفة !!! ونحن وافقنا ونمضي في ذلك .
بعد انحسار حكم الاخوان ، لم تسارع اية دولة قومية عربية الى انشاء نظام ديموقراطي عربي تفتخر به الاجيال ، وانما عدنا الى المربع الاول والى الحكومات المستبدة والتي تبرر قمع الحريات واخراس الالسنة بحجة محاربة اعداء الوطن . وهي نفس الطريقة التي تحكم بها اسرائيل اليهود منذ قيامها على هذه الارض . فلديهم مثلا باللغة العربية يقول : شيكت يوريم - اي اسكتوا فالجيش يحارب .
ويبدو ان الفيروس الاسرائيلي انتشر على مساحة العالم العربي ، وشعار جميع الحكومات العربية للمواطنين : شيكت ( اسكتوا ) .
طيب ، ها قد سكتنا وسنرى .