نشر بتاريخ: 15/04/2015 ( آخر تحديث: 15/04/2015 الساعة: 10:28 )
الكاتب: عقل أبو قرع
احداث وامور عديدة تعصف بالوضع الفلسطيني، سواء اكان ما يجري في مخبم اليرموك الفلسطيني في سوريا، اومرورا بكل اشكال المصادرة والتوسع الاستيطاني في القدس وفي الضفة، اوانتهاءا بمواصلة او بترسخ الانقسام، وبجمود الوضع السياسي او دورانة في حلقات مكررة، وبكساد عجلة الاقتصاد واستمرار حجز الاموال الفلسطينية وما لذلك من اثار وتداعيات، وفي ظل كل ذلك، تبدو الصورة قاتمة، ويبدو الناس في حالة من اللامبالاة، او في حالة من القبول بالامر الواقع، او في حالة من تجاهل لكل هذه المنغصات، وبالتالي الاستمرار في العيش في هذا الواقع، على امل حدوث شئ او اشياء غير متوقعة، سواء عندنا او من حولنا، او في المنطقة او في العالم، ربما تغير هذا الواقع وهذا الجمود وهذا الكساد؟
وحتى تحدث هذه الاشياء او هذه الامور، فأن الواقع الفلسطيني، من المتوقع ان يتواصل في شكلة الحالي، على الاقل في المدى المنظور، القريب والمتوسط، وبالاخص، في ظل وجود خيارات فلسطينية عملية محدودة، وفي ظل منطقة تزخر بالاولويات وبالاحداث التي ليست في صالحنا او في صالح عملية التغيير في واقعنا، وفي ظل تجاهل او لامبالاة واصرار على المواقف من كل الاطراف التي لها علاقة بواقعنا، وبالطبع فأن من يدفع ثمن ذلك هو المواطن والناس والاقتصاد والمجتمع، بكافة العلاقات وفي كافة الاصعدة؟
ومع مواصلة مشاورات او مفاوضات تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة، واكثر قوة واكثر يمينية او تطرفا، او حتى ربما تشكيل حكومة وحدة وطنية، تبدو الخيارات الفلسطينية محدودة، ويبدو ان دفة الامور او عملية اتخاذ المبادرات ليست في الايادي الفلسطينية، ويبدو ان علينا فقط الانتظار، ومن ثم الاعداد اوالتحضير لردات فعل، في حال تشكلت الحكومة الاسرائيلية، وبدات في تطبيق السياسات المعلن وغير المعلن عنها، وبالاخص انها سوف تتشكل في ظل اندفاع يميني قوي من خلال نتائج الانتخابات الاخيرة، وفي ظل بدء حملات الترشح والاعداد وجمع التبرعات وحشد الاعلام لانتخابات الرئاسة الامريكية القادمة، وبالتالي توقع الشلل السياسي او على الاقل مواصلة الجمود السياسي نحونا، هذا وبالاضافة الى اهتمام مجلس الامن والعرب وغير العرب بما يجري في اليمن وسوريا، كأولوية، مقارنة بما يحدث او سوف يحدث عندنا؟
وفي ظل الواقع الفلسطيني الحالي ومحدودية الخيارات والامكانيات، فأن السلطة الفلسطينية في وضع لا تحسد علية، ونحن نعرف ان السلطة الفلسطينية هي نتاج او افراز طبيعي لا تفاق اوسلو، ومن المعروف انة يوجد لها التزامات نحو المجتمع الدولي وذلك من خلال الاستمرار في عملية التفاوض او المسار السلمي، ولها التزام نحو الطرف الاسرائيلي الذي وقع معها اتفاق اوسلو، والاهم هو التزامها نحو الفلسطينيين، واذا افترضنا ان السلطة قد اوفت بالالتزامات نحو الطرفين الدولي والاسرائيلي، فأن الواقع الحالي يوحي بعدم ايفائها بالالتزام نحو شعبها او نحو مواطنيها، وهذا ربما يفسر كابة الاوضاع اوعدم الرضا عن الوضع الحالي والرغبة بأحداث التغيير؟
والمقصود بالتزامات السلطة نحو مواطنيها، وفي ظل الامكانيات، هو ما يتم في قضايا الحياة اليومية، في مجال الصحة، من عيادات واجهزة وكوادر، والاهم توفير ذلك الشعور بالامان والثقة عند الناس بالنظام الصحي، وما ينطبق على الصحة ينطبق على التعليم، وكذلك في مجال الزراعة والامن الغذائي، ومن توفير عمل محترم والابتعاد تدريجيا عن شبح البطالة وخاصة عند الخريجين، ومن صناعة وبالاخص الصناعة الغذائية والدوائية، ومن التركيز على مصادر الطاقة، والمياة والاغذية بالجودة والسعر المريح، ومن الحفاظ على البيئة ومصادرها من تربة او ارض ومن مياة ومن هواء،وفي مجالات عديدة اخرى تستطيع السلطة عملها بعيدا عن الجمود السياسي الحالي، في مسعى لتثبيت الناس على الارض وتثبيت المؤسسات التي تخدم الناس وارساء ثقافة عمل تقوم على خدمة الناس نحو الافضل.
ومع قتامة الوضع الحالي، ومواصلة تعثر او جمود المسار السياسي، ومع تواصل او تعمق حدة الانقسام والتفتت، ومع مواصلة كساد وضعف الاقتصاد، ومع تعمق التشرذم الاجتماعي، ومع التعود على انتظار اخر او اول اسبوع من الشهر لمعرفة هل سوف يتم الحصول على الراتب او على جزء منة، ومع محدودية الخيارات، واعادة ترتيب الاولويات نتيجة الاحداث في المنطقة، فانة وبدون شك ان الناس يشعرون بنوع من انسداد الافق ، او بشكل من ضعف او محدودية الخيارات والامكانيات، وان الناس يتسألون ماذ بعد، وهل من الممكن على الاقل تغيير واقع او وضع، يمكننا تغييرة وبدون مؤثرات خارجية، اي انهاء الانقسام والتفتت والتشرذم، الذي بات جزء من الواقع ومن حياة المواطن ومن عمل المسؤول الفلسطيني؟