الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حكومة الوفاق في غزة

نشر بتاريخ: 20/04/2015 ( آخر تحديث: 20/04/2015 الساعة: 11:18 )

الكاتب: بهاء رحال

خطوة الى الامام ، وقرار في الاتجاه الصحيح أن يذهب وزراء الحكومة للعمل في غزة بشكل مساوي لعملهم في الضفة وبين الضفة وغزة يتنقل الوزراء بهذا الشكل المنتظر والذي يؤسس لمرحلة جديدة نأمل أن تحمل في طياتها صور وأشكال اخرى ترافق قرارات مجلس الوزراء ولا تتوقف عند مرحلة الدوام وترتيب عمل الوزارات وان تتعدى الشكليات للدخول اعمق وأسرع في الخطط والأساليب وتطبيق المنهجية الوطنية وسد الفراغ الذي كان حاصلاً طوال فترة الانقسام ، الامر الذي ينعكس على الارض في ايجاد حالة من الوفاق الوطني الجاد والذي يخرجنا من حالة التشكيك وحالة التخبط التي استمرت طويلاً في الماضي دون أي خطوات جادة مثل هذه الخطوة التي تعبر عن دخولنا في مرحلة جديدة ، مرحلة لها سماتها وشكلها ولها خصائصها التي اذا استمرت فإنها ستنهي بشكل جاد وحقيقي الانقسام وتفضي الى مرحلة التوافق الوطني الجاد المنتظر في اطار عملية سياسية وطنية متكاملة ، ولهذا فأن المواطن ينظر الى هذه الخطوة على انها الشيء الوحيد الملموس مما اتفق عليه في السابق ويتطلع الى ان تكون هذه الخطوة بداية لعهد جديد وتقدم خطوة للإمام لا تراجع بعدها ولا سباب ولا شتائم ، وهو يعول على موقف الحكومة في ايجاد حلول لكل القضايا الحياتية العالقة .

ان جهد الحكومة وقرارها الاخير بشأن دوام مجلس الوزراء اسبوعياً بين الضفة وغزة ، هو جهد وطني نقدره جيداً وهو خطوة باركها الكل الفلسطيني ولكن مثل هذه القرارات لن تثمر عن شيء وحدها إلا اذا ترافقت بمواقف الاحزاب والتنظيمات والفصائل التي تمتلك القرار في تطوير ما تم التوصل اليه والتقدم الى الامام نحو ايجاد صيغة وطنية مشتركة تكون حاضنة ورافعة في آن واحد وأن يتم بلورة الخطوات الأخرى دون تقاعس في وقت نظن أن كافة الظروف والعوامل مواتية وتساعد على لملمة البيت الفلسطيني تحت مظلة واحدة والخروج من كل الشرذمات التي كانت حاصلة في السابق والتي كادت ان تؤدي بالقضية الفلسطينية الى التهلكة ، وهنا يجب التذكير بما يحيط بنا من مخاطر وما قد يحمله المستقبل في ظل التوقعات بتركيبة حكومية للاحتلال ستكون مزيجاً بين التطرف والتعصب والعنصرية وبالتالي فإنه يجب التنبه للمرحلة القادمة وان نكون موحدين لا منقسمين لمواجهة الاخطار التي تحدق بالقضية الفلسطينية خاصة وان الواقع العربي يزداد صعوبة والواقع الدولي منذ وقت طويل لا نراهن عليه كثيراً كونه يخذلنا في اللحظات الحرجة ، بل علينا التركيز على بيتنا الداخلي ووحدتنا الوطنية متسلحين بعدالة قضيتنا .