نشر بتاريخ: 23/04/2015 ( آخر تحديث: 23/04/2015 الساعة: 11:25 )
الكاتب: سفيان أبو زايدة
بعيدا عن المشاعر و حالة الاحباط و الضياع التي يعاني منها ابناء فتح و كوادرها نتيجة للعديد من العوامل و التي اهمها الصراعات الداخلية و ما تسببه من تمزق و تشرذم فأنني ابارك لحركة حماس فوزها في هذه الانتخابات و ابارك اكثر لجامعة بير زيت و ادارتها و خاصة القائمين و المنظمين و المشاركين في هذه الانتخابات على هذا العرس الديمقراطي الذي يجب ان يشكل نبراس للجميع على اعتبار ان صندوق الاقتراع هو الحكم ، سواء كان ذلك في الجامعه او التشريعي او اي مؤسسه او اطار اخر.
مع ذلك ، و رغم المراره الفتحاويه ، و لانني تابعت بشكل مباشر هذه الانتخابات في السنوات الخمس الاخيره بحكم تدريسي كأستاذ غير متغرغ هناك ، بأستثناء هذا العام ، و رغم تفهمي بأن الرابحين و الخاسرين سيستغلون هذه النتائج كل على طريقته و بما يخدم مصلحته. اتفهم ما ستقول حماس بأن هذا دليل على التفاف الجماهير حول برنامجها و مقياس للمزاج العام في حال حدوث انتخابات عامه. و امر طبيعي ان تجلد فتح نفسها باحثه عن اسباب الهزيمه التي نعرفها جيدا، و لكن اود الاشاره هنا الى بعض الملاحظات.
اولا : ان من هزم فتح في انتخابات بير زيت ليست حركة حماس ، من هزم فتح هي فتح نفسها، لا يستطيع احد ان يقهر فتح ، هي التي تقهر نفسها ، و ما حدث في بير زيت قد يحدث في اي انتخابات اخرى. القلاع في الغالب تهدم من الداخل ، وهذا ينطبق على حركة فتح الى حد كبير.
ثانيا: يجب عدم المبالغه بالدلالات السياسية لنتائج هذه النتائج، ليست مقياس و ليست مؤشر ذات مدلول سياسي، لا يجب المبالغه في ذلك ، و إلا كيف نفسر فوز حركة فتح في جامعة القدس ( ابو ديس) بشكل ساحق في انتخابات مجلس الطلبة قبل اقل من شهر ؟ اليس هذا مؤشر ايضا. و بالمناسبه، عدد الطالبات و الطلاب في جامعة القدس اكثر من عددهم في بير زيت.
ثالثا: الاسباب الكامنه خلف النتائج الصادمه من الناحية الفتحاوية لهذه الانتخابات في بير زيت ليست موجودة بين اسوار الجامعه، بل تتخطى ذلك لتصل الى رأس الهرم و من يتحمل المسؤوليه ليس الطلاب و الشبيبة ، بل من يتحمل المسؤوليه هي قيادة الحركة ، وخاصة اللجنة المركزية، التي يجب ان تعطي تفسير لابناء و كوادر و مؤسسات حركة فتح لهذا الاخفاق في هذه القلعة ربما الاكثر اهميه من قلاع الوطن، سيما ان الجامعات الفلسطينية ليست مجرد جامعات علمية فقط بل قلاع سياسية خرجت من بين اسوارها خيرة قيادات الوطن و على رأسهم القائد مروان البرغوثي الذي كان رئيسا لمجلس الطلبه في هذه الجامعه في مطلع الثمانينات. الجامعات هي احد المشارب الوطنية التي قدمت خيرة الشهداء و انجبت خيرة القيادات. لهذا، الخسارة هي اكثر من خسارة مجلس طلبه في جامعه.
رابعا: السقوط المدوي لحركة فتح في انتخابات بير زيت هو نتيجة طبيعية لحالة التشرذم و التفكك التي تعاني منها الحركة ، وهي نتيجة طبيعية لحالة الغرور لبعض القيادات التي تعتقد ان الحركة وضعها بخير و ان الحديث عن تراجع في قوة الحركة ، و الحديث عن خلافات بداخلها و تراجع في قوتها هو حديث غير صحيح ، هؤلاء يرتجفون خوفا على مصالحهم عندما يتحدث احد عن مصالحات داخليه لان مصالحهم هي التي ستتضرر. بالنسبة لهؤلاء المسؤلية في هذه الحركة هي امتيازات و نثريات و فضائيات و القاب و مسميات و سفريات .
خامسا: الرسالة القاسية التي وصلت من بير زيت يجب ان تشكل جرس انذار كافي لايقاظ قيادة هذه الحركة و على رأسها سيادة الرئيس ابو مازن بالبدأ فورا بأجراء مصالحات داخلية و الغاء كافة القرارات التي ساهمت في تمزيق حركة فتح من طرد و اقصاء و قطع رواتب . رسالة بير زيت القاسية تقول سفينة الفتح تغرق و معها المشروع الوطني، هل هناك من خلاص؟ و الخلاص هنا ايها السادة ليس خلاص شخصي ، بل خلاص جماعي . ضعوا الخلافات جانبا، وتخلصوا من الاحقاد و عودوا الى قانون المحبة الحامي للنظام و القانون ، و الحامي لوحدة فتح لتكون قادره على مواصلة المشوار حتى تحقيق الحلم الفلسطيني في اقامة دولتة المستقلة بأذن الله.