نشر بتاريخ: 23/04/2015 ( آخر تحديث: 23/04/2015 الساعة: 15:06 )
الكاتب: محمد البطش
الشعب يريد إنهاء الانقسام هل هذا الشعار حقيقي وهل يعي الشعب هذا الشعار عندما يردده وهل حقا الشعب يريد ذلك أو يسعى لتحقيق ذلك.
منذ 2007 وهو تاريخ بداية الانقسام المرير ونحن نردد هذا الشعار ولكن يبدو أن هذا الشعار لا يتعدى كونه جملة من أربعة كلمات ننطق بها في مناسبات وفعاليات عديدة تكون قد رصد لها موازنات لتنظيمها فنلتقي جميعا ونهتف ومن ثم نغادر دون أي فعل حقيقي لتحقيق ذلك , لطالما أطلق دعوات للشعب بان ينزل إلى الشارع من اجل الضغط على فتح وحماس المتسببين الرئيسيين في معاناة شعبنا بإنهاء هذا الانقسام، والحركتان مشكورتان فورا تستجيبان لذلك النداء ويسافر قادتهما إلى القاهرة أو إلى مكة أو اليمن أو قطر ويوقعان اتفاق لإنهاء الانقسام تلبية لنداء الشعب بإنهاء الانقسام!!!..
اتفاق مكة، ثم القاهرة فصنعاء والدوحة وأخيراً اتفاق الشاطئ، كلها أسماء لاتفاقات فشل تطبيقها لسبب هنا أو هناك ، والسبب الأساسي لهذا الفشل أن الطرفين أمنا حساب الشعب لهما ورضي بانقسامهما بل ويؤيده.
كان متوقعاً مثلاً أن يتظاهر الناس في الشوارع ضد استمرار الانقسام أو ضد التلكؤ في تنفيذ ما تم من اتفاقات حول المصالحة، وقد أطلقت عشرات الدعوات للمواطنين بالنزول للشارع، لكن دون جدوى. وقد عذرنا الناس لأنها ربما لم تنزل للشارع بسبب الخوف!!.
لكن الواضح أن الشعب حتى ولو اعددنا له موائد الطعام في الشوارع وقلنا له تفضل إلى لتناول طعام الغداء وبعدها سنذهب إلى شاطئ بحر غزة لنتظاهر ونتحرك ضد الانقسام لن يستجيب !!لا تستغربون لن يستجيب وسيرفض ذلك إذا كنت مستغرب من هذا التوصيف أقول لك أن هذا الأمر قد حصل فعلاً.
حصل ذلك ولكن بطريقة أخرى، فمؤخراً جرت انتخابات نقابية وجامعية وكان للناخبين حق الاختيار الحر، كان بمقدوره أن يعبر عن رأيه وأن يوجه رسالة تحذير شديدة للطرفين بأن عليهما أن يلتفتا للمواطن وحاجاته وللبلد وأولوياته، كان لديه حرية الاختيار دون إكراه, لكن نتائج الانتخابات جاءت مطمئنة للطرفين بأن يستمرا في نهجهما فالشعب راضٍ عنهما ومقتنع بما يقررانه من سياسات ويتخذانه من ممارسات.
لماذا هذا الشعب لم يقل كلمته لطرفي الانقسام ولو لمرة واحدة انتم سبب معاناتنا وسنعاقبكم برأيكم لو حصل ذلك كم سيستغرق إنهاء الانقسام من الوقت ؟؟ بالتأكيد سيراجع هؤلاء القوم أنفسهم وسيذهبون لاسترضاء الشعب والتودد إليه من جديد قبل انتخابات البرلمان وسيعيد الشعب لنفسه قيمته وكينونته بأنه مصدر السلطات,"لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها لكن أحلام الرجال"