الكاتب: محمد جميل خضر
عمان- معا- ضمن سلسلته معاً من أجل فلسطين والقدس أصدر الباحث حمادة فراعنة كتابه الخامس عشر فشل المفاوضات وتغيير قواعد اللعبة الصادر أخيراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وشريكتها دار الفارس للنشر والتوزيع في عمان.
في الكتاب الواقع في 190 صفحة من القطع الكبير، يخلص فراعنة بعد 16 فصلاً تضمنها كتابه الجديد، إلى أن تبني القيادة الفلسطينية نهايات أيلول من العام 2011، قرار تغيير قواعد اللعبة من خلال اتخاذ زمام المبادرة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني عبر المؤسسات الدولية، وتطويق إسرائيل، وهزيمتها أخلاقياً ودبلوماسياً، يعد الخطوة الحاسمة الملموسة في إطار رد الفعل الفلسطيني على التعنت الإسرائيلي، وعلى حقيقة فشل مفاوضات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية بعد 20 عاماً على انطلاقها.
في هذا السياق المضطرد، يتوقف كتاب فراعنة الذي صمم غلافه حمزة باديس، عند تاريخ الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2011، كيوم مشهود في تاريخ النضال الفلسطيني حصلت فيه فلسطين على تأييد 107 دول تبارك حصولها على العضوية الكاملة في منظمة اليونيسكو مقابل رفض 14 دولة انتزاع فلسطين لهذا الإنجاز رغم دلالاته الرمزية.
مساوئ اتفاق أوسلو وعوامل القوة الفلسطينية فيه، مفاوضات أنابوليس، التراجعات الأمريكية في عهد أوباما، المفاوضات التقريبية والمباشرة، الرسائل الفلسطينية الأمريكية المتبادلة، فشل الوسيط الأمريكي، المبادرة الأردنية والمفاوضات الاستكشافية والروافع العربية الروسية وغيرها من الموضوعات شكلت عناوين فصول الكتاب الذي أفرد غير فصل للانتصار الفلسطينيّ ومعاينة ما بعد تحققه.
يعري فراعنة في كتابه الموقف الأميركي المنحاز كلياً لصالح دولة الاحتلال ، وليس أقل منه بكثير الموقف البريطاني الرسمي، متمثلاً بألاعيب توني بلير، مشيراً للموقف الروسي ومن خلفه موقف أوروبي مبشر.
" يهدي فراعنة عضو المجلس الوطني الفلسطيني، كتابه إلى: ياسر عرفات وجورج حبش وأحمد ياسين وتوفيق طوبى وفتحي الشقاقي وعمر القاسم "شموع الوعي والنضال، التي أنارت لشعبنا الفلسطيني طريق الحياة". وهو إهداء لا تخفى دلالاته البليغة.
الحاصل على وسام القدس من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وكذا وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، يشكر في مستهل كتابه الجديد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكذا صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كاشفاً أنه لولاهما لما رأى كتابه هذا النور.
يطوي، حمادة فراعنة المختص بالقضايا الفلسطينية الإسرائيلية، خلفه سيرة ممتدة وسنوات متقلبات، قضى بعضها سجيناً، وبعضها الآخر نائباً في البرلمان، ومرة عضو اللجنة الملكية لصياغة الميثاق الوطني، وثالثة مقدم برامج سياسية في غير محطة فضائية وإذاعة".