نشر بتاريخ: 26/04/2015 ( آخر تحديث: 26/04/2015 الساعة: 13:23 )
الكاتب: مصطفى ابراهيم
بين فترة وأخرى تطفوا على السطح الخلافات بين حركة حماس وأجهزتها الأمنية، وبين مجموعات من السلفيين او ما يسمون بالسلفية الجهادية، البعض يختزل مجموعات السلفية الجهادية في تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، مع انه يوجد اكثر من جماعة ومسمى، وأصبح بعضهم في قطاع غزة يجاهر بتأييده لداعش علناً ومنهم أعداد قليلة جدا من أنصار حماس. حركة حماس تتهم داعش بتبني فكر متطرف لكن بعض منهم يتعاطف مع داعش ويبرر افعالها او يدعي أن الاعلام يبالغ في وصف ونقل ما تقوم به من جرائم.
مؤيدو داعش يتبنون فكرها أو المتعاطفين معها ينطلقون من موقفهم و كراهيتهم للشيعة خاصة في العراق والجرائم التي ترتكبها الحكومة العراقية وتنظيمات الشيعة المسلحة كما يدعون، كما ان لفكرة الخلافة الاسلامية تأثير و تدغدغ عواطف الشباب السلفي في قطاع غزة، لذا يجاهرون بتأييدها وفكرتها الجميلة من وجهة نظرهم في اقامة دولة الخلافة وعدد من الشباب سافر من القطاع للقتال في صفوفها قبل ان تبرز بهذا الشكل وقتل منهم أفراد في العراق وسورية، لكن حتى الان لم يتبلور تنظيم حقيقي لداعش وهوية معلنة يجمع الشباب السلفي في القطاع.
حركة حماس تقول انها تقوم بمراجعات دورية ومستمرة لشبابها لعدم تعاطفهم و انضمامهم أو وقوعهم تحت تأثير داعش وأفكارها، وبعض خطباء المساجد شنوا هجوما ضد داعش خاصة بعد اقتحامها مخيم اليرموك ويتخذ، مع ان بعض من انصار حماس أو ربما حماس كلها موقف مؤيد لجبهة النصرة في حين هم ضد داعش.
موقف حركة حماس من داعش ومن بعض السلفيين هو في صعود وهبوط، وهناك خلاف فكري وحماس تصنف نفسها تيار وسطي، و مع انه جرت تفاهمات سابقة بينهما إلا انها سرعان من تنهار، و قائم على ما تقوم به الجماعات السلفية في غزة واقترابها وابتعادها من المس والتدخل في الشأن الداخلي في غزة، و مقاومة الاحتلال بإطلاق الصواريخ، والتي تستغلها بعض الجماعات السلفية وأفراد منها بالتنغيص أو الانتقام من حماس كما جرى خلال اليومين الماضيين بعد اعتقال الاجهزة الامنية عدد من السلفيين للتحقيق معهم في التفجيرات التي وقعت الاسبوع الماضي أو الذين أطلقوا صواريخ تجاه اسرائيل.
بعض من مؤيدي الجماعات السلفية يحملون حركة حماس المسؤولية وانها تمارس ضغوط عليهم وعلى نشاطاتهم من خلال الاعتقالات والاستدعاءات المستمرة والتحقيق معهم.
البيئة الحاضنة تشجع على تمدد داعش وبعض من مشايخ السلفية يشجعون سواء بصمتهم او بإصدار فتاوى للشباب ومجاهرة البعض منهم بالتأييد والدعوة بنجاح داعش من خلال المقارنة بين داعش وبين حركة حماس و عدم تمسك الاخيرة بتعاليم الشريعة في الحكم خاصة وان داعش تتهم حماس بعدم تمسكها بالشريعة. كما ان لحلقات ودروس العلم في المساجد من مشايخ متطرفون فكريا والانقسام والمناكفات والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الصعبة التي يعيشها القطاع كلها عوامل مساعدة في زيادة أعدادهم.
و معالجة ظاهرة داعش ليست مسؤولية حماس فقط انما بالشراكة بين حماس والفصائل الوطنية والإسلامية و المجتمع من جهة وبين الذين يجاهروا بانتماءاتهم لداعش او الذين يتبنون فكرتها، و ليس بالمواجهة والمعالجة الامنية والمراجعات الفكرية فقط انما بالرؤية والتوجهات التي يقوم بها بعض المشايخ والأكاديميين في الجامعات خاصة الاسلامية وطريقة عرضهم للدين وخطباء المساجد الذين لا يمتلكون العلم والفقه وثقافتهم الدينية والدنيوية المحدودة.
تقع على حركة حماس مسؤولية كبيرة في مواجهة داعش والمتطرفين الإسلاميين كونها الحاكم الفعلي للقطاع وعليها اتخاذ خطوات قاطعة معهم ومواجهتهم، بعدم المنافسة في من يتمسك بتعاليم الشريعة بقدر ما هو الاثبات قدرتها على انهاء الانقسام و اقامة العدل بين الناس والمساواة وعدم اتخاذ قرارات وسن قوانين تزيد من اعباء الناس، الفقر والبطالة ليس سبب كاف لزيادة التطرّف إنما زيادة الظلم وعدم إقامة العدل، وعدم تجديد الفكر هو من سيدفع غزة للكارثة والانحطاط والتطرف.