نشر بتاريخ: 27/04/2015 ( آخر تحديث: 27/04/2015 الساعة: 14:49 )
الكاتب: إبراهيم المدهون
حينما قدم وزراء حكومة التوافق لقطاع غزة في زيارة عملية هي الأولى من نوعها، استبشرت قطاعات الشعب الفلسطيني المختلفة واعتبر هذا بصيص أمل لإنهاء الملفات العالقة وطي صفحة الانقسام، إلا أن الحكومة والوزراء فاجأوا شعبنا باستمرار عملية الاقصاء والتعامل الانتقائي للملفات، وتعاملت الحكومة بفئوية مستفزة، فأرادت إنهاء ملف المستنكفين وإعادتهم للعمل دون أي تطمين للجهاز المسيطر على قطاع غزة، وفي ظل انعدام الثقة بعد التجارب المريرة مع إدارة رامي الحمد الله للملف اتخذت نقابة الموظفين خطوات احتجاجية مقدرة ومستساغة تجاه إجراءات الوزراء المبهمة وغير الواضحة والتي تخلق بيئة توتيريه إن كان في الوزارات أو القطاعات المختلفة.
المطلوب من حكومة الوفاق لفرض سيطرتها وقبولها ولتحظى بثقة سكان قطاع غزة حل ثلاث مشاكل مستعصية تعتبر أولوية لهم في قطاع غزة، الاولى دمج الموظفين وانقاذ الجهاز البيروقراطي وطمأنة 50 ألف موظف ومنحهم حقوقهم ورواتبهم، الثاني رفع الحصار أو التخفيف منه، والثالثة تحريك عجلة الاعمار، دون البدء بهذه الاشكاليات فاي دور للحكومة لن يكتمل وسينبئ عن سوء نية تجاه قطاع غزة وسكانه ومقاومته.
ورغم ذلك فإني أعتقد أن اتفاق الشاطئ لا زال متعثرا ولم يفشل نتيجة تراكمية سنوات الانقسام الطويلة والتي ادت لواقع معقد مليء بالتفاصيل، فالانقسام الجغرافي اثر على التطبيق، فما افرزه الانقسام من واقعين مختلفين احدهما في الضفة والاخر في غزة من جهاز إداري وسياسات وكوادر ومصالح وما الى ذلك يحول دون الاستجابة الكاملة لما تم الاتفاق عليه.
كما أن معارضة اسرائيل الواضحة والعنيدة للاتفاق، وممارس ضغوطها على السلطة والرئيس ابو مازن لكي يحجم عن المضي قدما نحو توحيد السلطة لما تمثله المصالحة من قوة في مواجهة التعنت الاسرائيلي، يعتبر سبب من اسباب الجمود والتلكؤ.
وهذا أدى لوجود انسداد في الافق، وقد يبقى الحال على ما هو عليه من رفض لدمج موظفي غزة وابقاء حالة التردد والفراغ في غزة، مما يضطر قوى اخرى لملئه فتتحول الحكومة لإطار شكلي في القطاع مما سيضعف السلطة في فرض برنامجها وسياستها على حد قوله.
أو قد نشهد تدخل دول عربية قوية خصوصا السعودية بعد النجاح النسبي لعاصفة الحزم، وقد تكرر تجربة اتفاق مكة بطريقة اكثر انضباطا والتزاما، او التوجه للانتخابات وان كانت حتى الانتخابات لن تغير في خريطة السيطرة والانقسام شيئا.
أخشى ما أخشاه لو استمر تعنت وفشل حكومة السيد رامي الحمد الله وتعنت الرئيس محمود عباس أن ينفرط عقد السلطة عبر تعزيز كيانية غزة باتفاقات منفردة ويبدو أن الواقع الإقليمي والتشجيع الاسرائيلي قد يهيئ هذا الامر، لهذا على السلطة ان تنتبه لترتيب البيت قبل الانزلاق لمنطقة تصبح اعقد من انقاذها".