نشر بتاريخ: 28/04/2015 ( آخر تحديث: 28/04/2015 الساعة: 10:43 )
الكاتب: أحمد أبو دقة
المشهد الكارثي في قطاع غزة لا يصب إلى في صالح أعداء القضية الفلسطينية، ولا يخلف إلا المزيد من المأسي و الجهل و المرض و الفقر و الكوارث الإجتماعية التي تتبلور إزاء ماسبق من حالة كارثية يعيشها القطاع منذ 8 سنوات.
لا أرغب في الوقوف مع اليسار أو منافقة اليمين ولكن أرغب في الوقوف في الوسط، لأن الشارع الفلسطيني بحاجة لمن يقف معه وليس مع الفصائل، فالمشهد واضح حماس لها مشروعها السياسي و تبحث عن المزيد من المكتسبات، و فتح لديها مشروعها السياسي و الذي هو فعليا الآن رهينة في يد رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس دون تأثير حتى من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولا حتى من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح.. صوت المجلس المركزي الفلسطيني لصالح وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل لإجبارها على التفاوض، لكنه فشل ولم يكن ما تمت صياغته من قرارات سوى حبر على ورق، كذلك أزمة اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك، و تبادل الاتهامات بين جميع الأطراف الفلسطينية، نسينا هويتنا لصالح مصالح متضاربة لإيران وإسرائيل و النظام السوري.
فشلت حماس في الحصول على مكتسبات من خلال الحوار مع فتح، وأي سياسي عاقل يعي جيدا أن مستقبل المصالحة بين فتح وحماس هو شبيه بمستقبل السلام مع إسرائيل. كذلك الدخول في الحرب الأخيرة مع إسرائيل بهدف الخروج بمكتسبات سياسية تمكنها من تخفيف الحصار لكن الأمر فشل بسبب الوساطة المصرية التي لا تعبأ أصلا بالقضية الفلسطينية ولا معاناة مليوني إنسان في قطاع غزة، غالبيتهم لا ينتمون لحركة حماس.
دائما قادة حماس يبحثون عن خيارات، لكن على أرض الواقع لا أجد سوى ردود أفعال على مبادرات تأتي من هنا وهناك، وغالبا ما تفشل لأن حماس تريد من العالم الغربي المتحالف مع إسرائيل عموما أن يهديها صفقة جيدة ومريحة وهذا لن يحصل، لأن الصفقات المربحة يستحقها الأقوياء في نظر الغرب وحماس في نظرهم ضعيفة. السؤال المطروح بعد المعطيات المأساوية المذكورة، لماذا لا تخوض حماس حوار مباشر مع إسرئيل؟! بدلا من الركون لحلفاء غير موثوقين، هل حرم الإسلام ذلك؟! لم يحرم الإسلام الحوار مع الأعداء، فهناك "صلح الحديبية" وهناك " فتح مكة"، لكن حماس تتخذ موقف سياسي من المفترض أن يتغير أمام المحن التي يخوضها الشارع الفلسطيني وحيدا... قتل الناس بالآلاف و أصيب عشرات الآلاف وهدمت بيوت، على أمل أن يرفع الحصار... فتح ملتزمة بالسلام مع إسرائيل و اليسار الفلسطيني لصيق بفتح نتيجة حالة الإنقسام و الخور التي تصيبه، كذلك منظمة التحرير تدفع لهم رواتبهم لذلك سيكون موقفهم مع رئيس المنظمة بالضرورة.
الحوار مع إسرائيل بالنسبة لحركة حماس له فوائده، ففي نهاية الأمر سيزول جانب مع عدم الثقة الذي حل خلال الوساطات السابقة وأفشل الكثير من الإتفاقات.. بالإضافة إلى أن إسرائيل بحاجة لخصم قوي يستطيع الإلتزام بالإتفاقات... كذلك لغة الحوار ستختلف، فبدلا من أن تحاور إسرائيل شركائها في القاهرة ستحاور خصومها في غزة وهذا سيؤثر كثيرا على نتائج الحوار.. إن كان الحوار المباشر سيخفف أزمة المساكين في غزة فلا مانع من البدء فيه.