نشر بتاريخ: 27/04/2015 ( آخر تحديث: 27/04/2015 الساعة: 11:15 )
الكاتب: رامي أبو قمر
ألم يقولوا في السابق إن مأساة العالم، الذي نعيش فيه تكمن في أن السلطة كثيراً ما تستقر في أيدي العاجزين، وإن السياسة دهاء والوطنية إخلاص، وإن السياسي هو الرجل المخلص الذي وظفته الدولة ليكذب من أجل الصالح العام، أليس من الخطأ الكبير أن تنفصل علوم السياسة عن علم الأخلاق، ألم يقل الخليفة الأول للمسلمين "أبو بكر الصديق" عندما ولي أمورهم:" إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة". فأين نحن من ولاة أمورنا؟؟!..
رسالة أحببت أن تصل إلى كل إعلامي حر غيور على مهنته، يحمل همّ وطنه وقضية شعبه، ألسنا نحن من يحاور المسؤولين، وينقل لهم هموم شعوبهم؟، ألم ندرك جميعاً أن ما يقولونه لا يعدو كونه كلاماً معسولاً، يخفي وراءه حقائق ووقائع مأساوية، ونسمع منهم الشعارات البراقة، التي تصم الآذان وتعمي الأبصار من ديباجاتها، نضحك ونتألم في داخلنا من الضحالة الفكرية التي وصلوا إليها.
من هنا، أخاطبكم جميعاً، "دعونا نقاطعهم"، نقاطع تلاعبهم بمشاعرنا ومشاعر من نتكلم بلسانهم، نقاطعهم عندما تنحرف البوصلة تجاه خلافاتهم الداخلية، ليصبح الحديث معهم مجرد "ردح إعلامي" لا يخدم أسئلتنا التي يريد المواطنون من خلفنا أن يسمعوا لها إجابات صادقة.
كم هي السنوات التي كرروا فيها مبرراتهم وذرائعهم الواهية، وتناسوا همومنا ومشاكلنا، بل كانوا سبباً في تأزمها، فبدءاً من ملف الانقسام، ومروراً بالمشاكل الاقتصادية والكهرباء والموظفين، وليس انتهاءً بملف اعادة الاعمار، وغيره من ملفات البطالة والفقر، ألم ينسوا خلال أحاديثهم المطولة أن هناك أرضاً تهوَّد وقدساً تدنس، وأسرى خلف القضبان، نسوا كل ذلك وأغرقونا في سجالات ومناكفات اعلامية، جعلتنا نجيد اقتناص الشخصيات الأكثر جدلاً فيهم، ليكون لحديثه حدة وقسوة لا تبرز إلا عندما يكون حواره موجهاً لغريمه السياسي.
الآن، يجب أن ننحاز إلى قضايا شعبنا وهمومه، فكفى استخفافاً بعقولنا ونحن من ندّعي أننا بإعلامنا نقود الرأي العام، عندما ينحرفون عن هذا المسار يجب أن نقاطعهم، نقاطعهم ونحن نحاورهم، ولا نفسح لهم المجال في حديث ثرثار لا فائدة منه، نقول لهم: إن هناك شعباً خلفنا ضجر من أقوالكم ويترقب منذ سنوات طوال أفعالكم، واليأس قد سيطر على قلوبهم وعقولهم، فعزفوا عن الحياة، ولا يريدون الحديث عن المستقبل.