نشر بتاريخ: 27/04/2015 ( آخر تحديث: 27/04/2015 الساعة: 11:47 )
الكاتب: طه قراقع
ناموا كالموتى
في أحضان لعنة
ولم يستفيقوا
شدّهم شوق نحو الاحتضار
والصباح حزين هذا النهار
معتم الوجه
والقلب منقبض
قد ناموا قبل الاوان
وانضموا جميعا للصغار
قد ماتوا واستوطنوا كل عار
لم يكن سبب
لم يكن عذر
فيهم المجد غنّى احلى الاغنيات
فيهم الرب اوحى اسمى الترتيلات
صاروا للارض منارا
صاروا للارض اخضرارا وآيات
لم يكن سبب
لم يكن عذر
فيهم خلد لم يكن لسواهم
فيهم رونق واقتدار
فلماذا يا رب الانتحار
هذا اللون الاسود
لم تغنّ جراحاته الا لمنازلنا
وعلى عتبات نهار لم يات
غاب في دمنا هاتيك الغايات
في يوم الصيف الموعود
لم يغرقنا طوفان ولا فيضان
لم يكن ما عانيناه سوى بذرة
تنبىء الدنيا بالمولد
ذات يوم
عند بدايات الاشياءكان ضوء يحمل انّاتنا
وازاهير تستوطن ساحاتنا
تتسلل من كوّات الظلام
تنشر الطّيب بين الركام
لم يمت صاحب الجرح حين الممات
لكن ازهر الغيم في كل موقع
وارتقى الدم ينسمه كل غصن في ارض تتوجع
ليغدو فردوس الانسان المفقود
ورياض الفجر المنشود
في كل جوانبه طائر يشدو ويغرد
لم يكن موتا حين اضحى بداية
كان الجرح دفئا للتربة السمراء
ضاقت بجليد تكدّس في طرقات المجرة
زمّ بذرتها في مجاهيل الهاوية
واختفى الف مرة
وانزوى بالحسرة والمسرة
لم يكن الا َطرقات عنيفة
اشتدت حين يغيب الرجاء
طبعت فوق بيت الموتى مليون قذيفة
رسمت عشرات السنابل
ويدا بان فيها عرق الارض خطوطا عميقة
تلفظ الموتى
وتقيم الاجساد
من ظلام اقاموه خوفا من الحقيقة
فليعش زهر زلزل ا لرعب وانتصب
جاء من بين الارواح
ينبئ كل الحزانى والمنسيين
انه بعد الليل والجرح والموت
شعلة تتقد