نشر بتاريخ: 29/04/2015 ( آخر تحديث: 06/06/2015 الساعة: 14:38 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حقق نتانياهو فوزا غير متوقع قبل اسابيع، ولكن عملية تشكيل الحكومة من جديد جلبت الكثير الكثير من الصداع ، والامر ليس اداريا وانما اقتصاديا وسياسيا وايديولوجيا وامنيا وعسكريا . فلكل حزب من الاحزاب التي سيأتلف معها اجندة خاصة تحقق من خلالها اطماع حزبية ، وبذلك وجد الليكود نفسه يدفع اثمانا اكبر مما توقع من اجل الائتلاف مع جماعات واحزاب لم يكن في يوم من الايام يتوقع دفعها .
وفي التاريخ ان حزب الليكود كان هو التعبير الامثل عن اليهود الشرقيين والمهمشين والمعذبين تحت حكم المعراخ " الذي صار حزب العمل " وان فوز الليكود في نهاية السبعينيات كان صدمة كبيرة للمراقبين والسياسيين الدوليين والمحليين . والاغرب من ذلك ان مناحيم بيغن بعدها وقع اتفاقية كامب ديفيد مع الرئيس السادات فأخذ فوز الليكود منحى اقليميا مختلفا.
فوز الليكود هذه المرة يشكل نقطة فارقة بكل معنى الكلمة ، لان امريكا وروسيا واوروبا والعرب والفلسطينيين والمسلمين كانوا يتوقعون العكس ، وكانوا يرفضون هذا الفوز ، ولكن نتانياهو صدم الجميع وخذل المحللين وفاز . فماذا بعد ؟
حكومة نتانياهو القادمة سوف تفعل اشياء عديدة غير متوقعة ، والاهم ان العرب سيفعلون اشياء غير متوقعة وغير معلنة بشكل أكبر . لانهم بعد الانتخابات صاروا يتعاملون مع نتانياهو انه قدر مبرم . ولذلك يتوقع خطوات مباغتة للجمهور ومفاجئة للمراقبين وان كان كل طرف يعلن العكس .
سقف الحديث هنا عن تسويات عربية اقليمية مع اسرائيل لتبرير مواجهة "الخطر الايراني". والاهم ان القيادة الفلسطينية التي وقفت بكل قوة ضد فوز نتانياهو ستوافق على هذه التسويات خشية من تنفيذ الليكود لمشروع "الدولة الفلسطينية في غزة".
وحكومة نتانياهو ستختار في المئة يوم القادمة بين اختيارين : الدخول في تسوية دولية اقليمية عربية تشمل امريكا وايران والفلسطينيين ومصر والسعودية .
او المضي قدما في مشروع دولة غزة .
اما استمرار الواقع كما هو فانه محفوف بالمخاطر الامنية والعسكرية والسياسية ...