نشر بتاريخ: 02/05/2015 ( آخر تحديث: 02/05/2015 الساعة: 11:14 )
الكاتب: عطا الله شاهين
في صباحٍ باكرٍ كانتْ تقِفُ المرأةُ العجوز على بوابةِ أحدِ الحواجز.. تحملُ على رأسِها قرطلا ، تتقدّمُ المرأةُ العجوز المُرهقة صوبَ (المعّاطة) وتلجُ عبرَ بوابةٍ حسّاسة .. خلف زُجاجٍ ضد الرّصاص تجلسُ مُجنَّدةٌ شابّة يبدو مِنْ ملامحها بأنّها أُوروبيّة .. تنهضُ المُجنّدةُ مِنْ على كُرسيها وتسألُها ما هذا وتشيرُ بيدِها إلى القرطلِ الذي على رأسِها.
تردُّ المرأةُ العجوز بصوتِها المُنخفض هذا ورق دوالي .. تعودُ المُجنَّدة وتسألُها بنبرةٍ عصبيّةٍ ما هذا ورق دوالي .. المرأةُ العجوز تقولُ لها هذا ورق عريش أو عنب..
المُجنَّدةُ تقتربُ مِنْ زُجاجِ الكابينة المُصفّحة وتقولُ لها لا أفهمُ منكِ وتصرخُ هل أنتِ مجنونة ؟ تقومُ المرأةُ العجوز بإنزالِ القرطل على الأرضِ وتمسكُ ببضعِ ورقاتٍ وتُريها للمُجنَّدةِ النّكِدة .. يدوّي في المكان صدى مِنْ رجُلٍ هرِمٍ يقولُ: انْطِقِي لها دوالي يعني عنبٌ مِنَ الخليلِ مِنْ فلسطين مِنْ أرضِ الأجدادِ..
يضحكُ عالياً قرطلُ الدّوالي ، ولكنْ المُجنَّدةَ الغريبة تهزُّ برأسِها شمالاً ويميناً أي لا مُرور للكُلِّ ، ويُغلقُ الحاجزُ أمام المواطنين المُنتظرين والمُتعبين ويعودون إلى منازلِهم ، وتعودُ المرأةُ العجوز بقرطلِ الدّوالي ، وفي الطّريق إلى منزلِها تُتمتمُ هلْ الدّوالي أغضبها لأنّه مِنْ فلسطين؟