الكاتب: فارس الصرفندي
ان اكبر كارثة تصيب الفقه الاسلامي والتراث الاسلامي تحول بعض علماء الدين الى علماء في كل نواحي الحياة واصرارهم على الاجابة عن اي مسألة تطرح عليهم سواء اكانت في الدين او في مناحي الحياة الاخرى ...واجاباتهم دائما ما تاتي خاطئه لانهم يجيبون بغير علم او هدى ...خلال متابعتي لاحد شيوخ السلفية تفاجأت بطرحه حلاً للازمة الاقتصادية التي تصيب العالم الاسلامي ولانني دائما وابدا يعتصرني الالم على ما وصلت اليه الامة قررت الاستماع الى عبقرية هذا الشيخ الذي تتجاوز لحيته منتصف البطن وقلت لعله بالفعل وجد حلاً لهذه الازمة من الناحية النظرية قد تصبح يوما واقعا …الرجل قال حرفيا ((ان ابتعاد المسلمين عن الجهاد والغزو هو الذي ادى الى هذه الازمة ولو ان المسلمين يغزون في العام ثلاث مرات لعاد كل منهم بجيوب مليئة ونساء وغلمان ...فاما النساء فاللمتعة والبيع وكذلك الغلمان ...وساعتها ستنتهي الازمة الاقتصادية )) ...حاولت الضحك لكني بكيت لانني دققت فيما قال فوجدته يتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقاطع الطريق الذي يخرج على الناس هو وعصابته ليسرقوا وينهبوا ويعودوا بما غنموه ...ومن هنا وبجهل هذا الشيخ الذي له مريدين ومستمعين ومتابعين وفضائيات اقل ما يقال انها مشبوهة تنقل ما يقول يصبح لدينا جيل من قاطعي الطريق والمرتزقه الذين نراهم اليوم في سوريا وليبيا والعراق يقاتلون تحت ما يظنون انها راية الاسلام والهدف هو الحصول على الغنائم التي وعدهم بها شيوخهم امثال صاحبنا ... فترى هؤلاء يقتلون دون حساب وينهبون دون رقيب ويعتمدون فيما يقومون به على الفتاوى ويظنون بانهم فيما يقومون به يقيمون دولة الاسلام ويرفعون عمادها الاقتصادي ...الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخرج يوما في حرب هدفها الغنائم والعوده بربح وفير كما قال صاحبنا ...اما فكرة الغزو فهي الكارثه وفق تفسيرهم ...والرسول صلى الله وسلم ما كان يهدف من الحروب سوى الحفاظ على دعوته التي كان يحيط بها الاعداء ويريدون التخلص منها ...وفي غزوات الرسول الاولى واقصد بدر واحد والخندق ...لم يبادر الرسول صلى الله عليه وسلم الى دخول المعركة ومحاولة اعتراض طريق ابي سفيان كان الهدف منها استعادة حقوق الصحابة التي سلبت منهم في مكة ولولا خروج قريش يومها الى حرب ما كان الرسول قد اقدم عليها ...اما في احد والخندق فكان الرسول في موقف الدفاع عن الدعوة التي جاءت قريش بجيوشها كي تنهيها ...حتى فكرة نشر الدعوه فيما بعد لم تات بالسيف كما يحاول بعض شيوخ السلفية ترويجه وانما الدعوة كانت بالفكرة والمحاججة والادلة كثيرة على ذلك ...في كل الاحوال ان محاولة بعض الشيوخ الدخول على باقي العلوم واصدار الفتاوى ومحاولة ايجاد حلول يؤدي الى امرين هامين ...اولا الى ابتعاد اصحاب العقل والفكر والعلم عن الاسلام لان صاحب العقل لن يقبل بتفسيرات تخالفه وافكار تتناقض مع الحقائق العلمية وثانيا الى ظهور جيل جاهل لا يحرك العقل بل يعتمد الفتاوى التي تصدر ممن هم اجل منه وهؤلاء هم من نراهم اليوم يدمرون كل شيء بناء على فتاوى ونصوص تختلف تماما مع القران الكريم .