الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

القاتل والمقتول يصيح الله أكبر ..مطلوب مجلس حكماء لفلسطين

نشر بتاريخ: 09/05/2015 ( آخر تحديث: 09/05/2015 الساعة: 13:19 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بعد تعادل المفاوضات بين د صائب عريقات وتسفي ليفني ، وبعد فشل كل الجهود الاقليمية والدولية وعلى رأسها جهود الرؤساء الامريكيين واحدا تلو الاخر لم يبق امام الفريقين سوى ركلات الترجيح ، وكل طرف يحاول الان هزّ شباك الطرف الاخر باي هدف دون الالتفات الى جمالية اللعب او احترافية الاداء .

بعد تعثر الاتفاق بين حماس وفتح مرة تلو اخرى ، وفشل جميع الجهود الدولية والاقليمية والمحلية في تبريد الرؤوس الحامية ، لم يعد امام الفريقين سوى ركلات الترجيح والتسديد على شباك حكومة التوافق التي ولدت على باب المرمى .

بعد ان فشلت الفصائل والقوى في الارتقاء الى مستوى " الشفقة الانسانية " وتحقيق اعادة ترميم واعمار قطاع غزة لم يعد لدى معذبي غزة سوى مشاهدة مناظرات مقيتة بين الاطراف والجلوس على أطلال منازلهم وابراجهم المدمرة بانتظار نتائج البلنتيات بين هذا الطرف او ذاك على امل ان تنجح الامم المتحدة في اقناع " أهل المريض " باجراء العملية قبل ان يموت على مقعد الانتظار .

بعد فشل فتح معبر رفح طوال سنتين ، وتسرّب اشعاعات القهر الى جيل كامل من شباب غزة الذين وجدوا انفسهم رهائن وأسرى الحروب والمعارك في الشرق الاوسط دون ان يمنحهم احد حق الاختيار !!! وبعد ان شبعت الصفحات الاولى من الصحف العربية بعناوين غزة المحاصرة دون ان يعرفوا كيف يمكن ان ينتهي هذا الحصار . لم يبق امام شباب غزة سوى انتظار نتائج ركلات الترجيح بين جميع الفرقاء في الاقليم حتى يعرفوا مصيرهم !!!!

في كل عام يهاجر عشرات الاف الشبان المسلمين العرب الى اوروبا " الكافرة " وهي اشارة على ان بلاد الكفر صارت اكثر رحمة على الشباب المسلمين من بلاد الاسلام التي تحوّلت ساحاتها الى نوافير دماء طائفية . والغريب ان منظري الخطاب السياسي والايديولوجي لا يأبهون لهذه الارقام ولا يعرفون ان 17 الف فلسطيني يهاجرون سنويا من فلسطين الى اصقاع العالم . والجميع ينتظر ركلات الترجيح في الحرب الديموغرافية بين العرب واليهود .

اليمن والحوثيون ، العراق والطوائف ، السودان والانتخابات المطلقة ، الصومال ومقديشو ، مصر وسيناء ، الاردن وحدود جابر ، السعودية وعاصفة الحزم ، الكويت وصفقات الطائرات الحديثة القادمة ، الامارات وقطر والبحرين ، ليبيا وحفتر ، وثورة فلسطين التي اختزلت في تعليقات على الفيسبوك وهاشتاجات على تويتر ، والانتخابات المعلّقة تحت طائل الديموقراطية ، والسلفية وداعش وشهر رمضان على الابواب والجميع صائم والجميع اما يذبح او يتعرض للذبح والقاتل والمقتول يقول الله وأكبر .
مطلوب مجلس امن قومي فلسطيني بمشاركة اجبارية ملزمة لجميع الاطراف والقوى والسلطة والمعارضة والمستقلين ، وهو فقط الذي يمكن اعتباره مجلس حكماء فلسطين يخرجنا من عنق الزجاجة وتكون توصياته ملزمة لجميع القوى ... والا عبثت جميع الدول العربية والاقليمية والمخابرات العالمية بقضيتنا .